"نغمات الحوافر" تطرب الجديدة.. وسرب مغربية تنافس على جائزة محمد السادس - بلس 48

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

ما إن يقترب زائر معرض الفرس بالجديدة من فضاء التبوريدة بمركز المعارض حتى تخترق سمعه طلقات بنادق لكأنها “طلقة بندقية واحدة”، وتداعب أنفه روائح البارود التي تعبق بها الأجواء؛ فهناك شرعت سُرَب عديدة في تنافس شديد على الجائزة الكبرى للملك محمد السادس لفنون الفروسية التقليدية، في دورتها الثامنة.

وراهنت السرب الـ18 المتنافسة على الجائزة، وتمثل مختلف أقاليم وجهات المملكة المرتبطة بهذا الفنّ، خلال اليوم الأول من المنافسات، على تأمين أكبر عدد من النقاط، بما يوفّر لها “هامشا معيّنا” من الراحة وينقص من التوتر خلال الأيام المتبقيّة على الاختتام وتتويج الفائزين، السبت.

كل شيء بحساب

هكذا بدا مقدّم كل سُربة يحرص على أن تجري كل حركة وسكون بأعلى قدر ممكن من الإتقان؛ فمن خلال “الهدّة”، وتجري بنسق عبارات منها “باسم الله” و”زيد بلّغ”، يبعث اليقظة والعزيمة في فرسانه، ومع ذلك تنشد إلى سربته أنظار وأسماع الجمهور وأعضاء لجنة التحكيم المصطفين في نهاية الحلبة الترابية “المْحْرَك”، يعكفون على التنقيط.

وأمام كل سُربة ثلاثة فرص (طلقات) فقط، بالإضافة إلى “التسليمة”.

وما إن يقترب سكون “نغمات الحوافر”، وهو بالمناسبة الشعار الذي اختاره المنظمون للدورة الحالية من معرض الفرس بالجديدة، حتى يزداد منسوب تركيز وأحيانا “توتر” الفرسان، إذ يراهنون على “القرسة” دفعة واحدة (الضغط على الزناد)، خاصة أن هذا التناسق حدّ التطابق في الأداء ما يُكسب الفرقة نقاط لجنة التحكيم، وتتلهّف له، كما التقطت الجريدة، الجماهير، التي لا تتردد في التعبير لبعضها البعض عن انبهارها من قوة طلقة سربة أو “لا تناسقها”.

ولذلك أكد لنا القيسي محمد، أحد فرسان سربة جمعية النصر للفروسية والتبوريدة والمحافظة على التراث ببني درار، ومقدّمها هو والده عبد الوهاب، أن “اليوم كان موسوما بالتوتر لدى المشاركين؛ رغم أن ثمّة ثقة بأن الأمور ستتيسّر خلال القادم”.

وحسم القيسي، الشاب الذي تشارك سُربَة والده للمرة الثانية ضمن جائزة الملك محمد السادس لفنون الفروسية التقليدية، ممثلة لجهة الشرق، بأنه “لا توجد أي طريقة للتغلب على التوتر سوى ‘التوجيبة’، أي التحية؛ فبها يزول قدر من ‘الستريس'”.

18 سربة

تجدر الإشارة إلى أن جميع جهات المملكة ممثلة ضمن جائزة الملك محمد السادس. وإلى جانب السرّبة التي ينتمي إليها القيسي محمد ثمة سربة هدانة سعيد، ومقدمها هدانة سعيد، من الصخيرات تمارة، وجمعية فرسان الأطلس لفن التبوريدة وتربية الخيول، ويترأسها بوخليق عبد العالي، وتمثل إقليم زايدة ميدلت.

كذلك تشارك جمعية الخير للفروسية وتربية الخيول والمحافظة على التراث، التي يعد بنعودة عبد الحق مقدّمها، ممثلة لإقليم وجدة أنكاد؛ بينما يتنافس إلى جوارها أيضا ناجي راشيد بسربته التي قدمت من إقليم مديونة.

إلى ذلك يشار المقدّم الهواري أبو الطيب بسربته التي تحمل الاسم ذاته، وتمثل زاوية الشيخ ببني ملال، وبنخدة عبد الغني، بسربته عن إقليم خريبكة؛ فضلا عن جمعية الانبعاث للفروسية، ويترأسها السايب إدريس، عن جهة فارس مكناس. فيما تمثل سربة الكريشي البشير جهة طنجة تطوان الحسيمة.

في حين تحضر الصحراء المغربية بسُرب: بوحمو الحسين، عن إقليم العيون، وبجدي سعيد عن إقليم الداخلة، فضلا عن سربة المقدّم إبراهيم ناصيحي، ممثلة لجهة كلميم واد نون.

منافسة شديدة

تمثل هذه الفرق طرائق/ مدارس مختلفة في “اللعب” للتبوريدة، ومن بينها الطريقة الخياطية، التي تنتمي إليها سربة القدوري أحمد، من عمالة الصخيرات تمارة. وأكد هذا المقدّم لهسبريس أنه “بعد افتتاح المعرض، أمس، من قبل ولي العهد، الأمير مولاي الحسن، جرت اليوم مبارزة كبيرة، تهم ‘تسليمة’ وثلاثة طلقات”، مكتفيا بوصف الأجواء بقوله: “الحمد لله على كل الحال..نطلب السلامة للجميع”.

وأضاف القدوري، الذي تحدّث إلينا وسربته تستعد لدخول “المْحْرَك”، في إطار “الطلقة الثالثة”، أنها المرة الأولى التي يشارك فيها كمقدّم في إطار جائزة الملك محمد السادس لفنون الفروسية التقليدية، مؤكدا أنه شارك “عدة مرات كلاعب (فارس) ضمن سرب مختلفة”.

ويرى المصدر نفسه أن “تنظيم المباراة كان في مستوى رائع”، وهو تقييم يشاطره الناجي رشيد، مقدّم سربة عن إقليم مديونة، مقدّما الشكر لرئيس الجامعة الملكية للفروسية مولاي عبد الله العلوي.

وقال المقدّم ذاته من على صهوة حصانه: “المنافسة (النتيجة) باقي ممعروفاش؛ لكن الفرق المشاركة قويّة، كلها ممتازة، ونتمنى التوفيق للجميع”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق