تفاعل عدد من المشاهير المغاربة مع الاحتجاجات السلمية التي تقودها حركة “جيل Z”، المطالبة بتحسين قطاعي التعليم والصحة ومحاربة الفساد في المغرب؛ هذه الحركة التي تصف نفسها بأنها صوت الشباب المغربي الواعي، وتؤكد أن الإصلاح المنشود في منظومة التعليم والخدمات الصحية العمومية ضرورة عاجلة لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
وتحولت حسابات الفنانين على مواقع التواصل الاجتماعي إلى منصات للتعبير عن دعمهم للوقفات الاحتجاجية، مطالبين بالإفراج عن الشباب المعتقلين خلال المظاهرات، وداعين الحكومة والسلطات المختصة إلى الاستماع لمطالب الشباب والعمل على إيجاد حلول فعالة.
الرابور “دون بيغ” قال إن المنظومة التعليمية الحالية فاشلة، وتجبر الأسر على إدخال أبنائها إلى المدارس الخصوصية، وهذا يحصل فقط إذا توافرت لديها الأموال، مضيفا أن المنظومة الصحية أيضا تضطر المواطنين إلى دفع ما يملكون للحصول على العلاج في العيادات الخاصة، وذلك إن كان لديهم المال.
وأكد الفنان ذاته أن هذه الأوضاع تؤكد ضرورة الإصلاح العاجل، لضمان أن يكون الحق في التعليم والصحة متاحا لجميع المواطنين دون استثناء.
وعبرت جليلة التلمسي عن موقفها أيضا، مؤكدة حبها الكبير للبلاد، إذ قالت: “أحب هذا البلد، وأنا متأكدة أنه لن يخذل أبنائه الأحرار الشرفاء. الأوفياء فقط هم الذين يواصلون المطالبة بالنزاهة والشفافية والمصداقية، أما غير الأوفياء فسيبيعونه في أول فرصة، كما تعودوا أن يبيعوا أنفسهم”.
وفي السياق نفسه أكد المغني زهير بهاوي أن رغبة الجميع في تحسين قطاعي الصحة والتعليم أمر مشروع، مشيرا إلى أن لكل مواطن الحق في حرية التعبير والمطالبة بحقوقه دون خوف أو قمع.
الكوميدي يسار كان له موقف أيضا من الاحتجاجات، إذ كتب في “تدوينة” مطولة: “من حق كل مواطن أن يتحدث عن حقه ويحتج بطرق سلمية ومشروعة، لأن هذا الجيل يتمتع بوعي ويطالب بحقوقه فقط، لا يسعى إلى الخراب”، وتابع: “الحكومات تتوالى، وكلمة ‘سكانير خاسر’ مازالت في مكانها، والجيل الحالي يعرف كيف يرفع صوته بطريقة حضارية”.
ولم تغب عن المشهد المطربة نجاة رجوي، التي شددت على أن المطالبة بالنهوض بقطاعي الصحة والتعليم والشغل في مظاهرة سلمية حق مشروع، وأضافت: “يجب الإنصات للشباب المغربي الذي لديه غيرة على بلده والعمل على تحقيق مطالبه، فالوطن بحاجة إلى هؤلاء الشباب الذين يريدون له الخير، وليس العكس”.
كما أكد الممثل جلال قريوا على أهمية التعامل بحكمة وحوار مع الشباب، موردا: “المطالبة بالحقوق بطريقة سلمية وحضارية حق مشروع، ومن العيب أن تواجه بسوء المعاملة، خصوصا أنها من جيل الشباب الطموح المحب لوطنه”، وأردف: “المرجو التدخل لتوقيف هذا العبث، واتباع لغة الحوار والإنصات. لا نريد مغربا بسرعتين كما قال جلالة الملك نصره الله. لقد جاء وقت التغيير وتحقيق المطالب المشروعة للجميع، تحت شعار الله، الوطن، الملك”.
وأكدت الممثلة أميمة شفشاوني أن الصحة والتعليم والعيش الكريم حقوق أساسية يكفلها الشرع والقانون، وأن المطالبة بهذه الحقوق لا ينبغي أن تواجه بالقمع، بل بالإنصات الجاد والعمل على إيجاد حلول نافعة للبلاد، مضيفة أن الشباب يتحدثون بدافع الحرص على مصلحة الوطن.
من جانبها دعت الممثلة نرجس الحلاق أصدقاءها المشاهير وأصحاب الصفحات إلى تحمل المسؤولية في تناول هذه القضايا، موردة: “التعبير عن الموقف من الوقفات الاحتجاجية بوعي ومسؤولية ليس جريمة. ملكنا في خطاب عيد العرش ركز على محاربة التفاوت بين الجهات، وقال إنه لا يمكن القبول بمغرب بسرعتين، ويجب أن يكون لكل فرد حقه في التقدم والكرامة”.
0 تعليق