رفعت فياض يكتب: أيهما أهم.. التربية أم التعليم ؟ - بلس 48

السبورة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أيهما أهم بالنسبة للطفل أوالتلميذ أو الطالب .. التربية أم التعليم ؟

هذا السؤال أطرحه بعدما مر أسبوعين كاملين على عودة الدراسة للمدارس على المستوى القومى والتى أصبحت تضم حاليا بين جنباتها 25 مليون طالب وطالبة، أى مايقرب من 25% من إجمالى عدد السكان فى مصر.

وزارة التربية ثم التعليم

وكانت سعادتنا جميعا بعودة المدرسة إلى دورها التربوى والتعليمى مرة أخرى خاصة فى تنشئة الطالب بشكل صحيح، وفى تربيته، وتثقيفه،  وبناء شخصيته، وفى تشكيله الوجدانى  أيضا بعد أن كانت المدرسة قد فقدت هذا الدور على مدى عشرات السنوات الماضية بعد أن هجرها الطرفان سواء الطالب أو المدرس من أجل الدروس الخصوصية مع أن مسمى الوزاة نفسها هو " وزارة التربية ثم التعليم "  وتحولت معظم الأبنية المدرسية خاصة فى المرحلة الثانوية إلى مبانى خاوية على عروشها بعد أن إنصرف الطلاب عنها من أجل الدروس الخصوصية من أجل تدريبهم على كيفية النجاح وتحصيل الدرجات فقط.

 وإنتفت العلاقة التربوية بين مدرس السنتر أومركز الدروس الخصوصية الذى لايكون غالبا من المعلمين التابعين لوزارة التربية والتعليم وبين الطالب بعد أن ثبت أن معظم من يقومون بالتدريس فى هذه المراكز من خريجى كليات الطب والهندسة والعلوم ويمارسون هذه المهنة كمحترفين لجمع الأموال بكميات تفوق بكثير ماكانوا سيتحصلون عليها لو مارسوا تخصصهم الدقيقة فى وظائف تتناسب مع تخصصاتهم سواء فى مجال الطب أو الهندسة أو غيرها.


ونظرا لأن كلا منهما سواء الطالب أو مدرس السنتر مرتبط مع الآخر بعلاقة تعاقدية غير مكتوبة مرتبطة بالوقت المخصص للدرس الخصوصى يذهب كل واحد منهما بعد إنتهاء الدرس الخصوصى بالسنتر سواء كان الطالب أوالمدرس إلى حال سبيله وإلى درس خصوصى آخر لكل منهما فى مراكز أوسناتر أخرى  ، وكان هذا هو أخطر مايهدد العملية التعليمية حتى الآن.

 بعد أن أصبح هناك تعليم موازى فى السناتر أو فى مراكز الدروس الخصوصية وكانت النتيجة أننا وجدنا طوال السنوات الماضية أجيالا من الشباب لاتعرف أى شيئ عن القيم والمبادئ والمثل أو وإحترام الآخر،  ولاتعرف شيئاعن الإنتماء،  وغير ملمة أيضا بأبسط القواعد الدينية التى كان يجب أن تعلمها سواء من المدرسة أو من الأسرة  ـ كل ذلك بسبب أنها لم تكن تذهب للمدرسة طوال السنوات الماضية.


أقول هذا بعد أن تابعت إنتظام الحضور إلى المدرسة لأول مرة بدءا من العام الماضى وإزاد هذا العام بنسبة أكبر تفوق 85% من الحضور ـ ونحن لاننكر سعادة الكثيرين من التلاميذ والطلاب بعودتهم للمدرسة ومعهم الكثير من أولياء الأمور الذين يدركون تماما الدور الدور المهم جدا للمدرسة سواء من الناحية التربوية أو الناحية التعليمية.

وأنا أعلم أن هناك نسبة أخرى من التلاميذ أو الطلاب الذين جاءوا إلى المدرسة على مضض من النوعية التى لم تتعود على الحضور للمدرسة طوال الفترة الماضية، وقد يكون حضورهم بسبب الخوف من فقد درجات الإلتزام والسلوك والإمتحانات الشهرية التى بدأت الوزارة تعود إلى تطبيقها بجدية لم نعهدها من قبل.

وقد يقوم بعضهم من القفز من على سور المدرسة فى منتصف اليوم سواء كان ذلك من الطلبة أو الطالبات، أو أن بعضهم  كان يأتى لإستلام الكتب الدراسية وبعدها يغافل حارس بوابة المدرسة ويخرج منها سواء للهو فى الشوارع أو العودة للمنزل، ونسبة أقل مازالت غير ملمة بأهمية هذا الدور التربوى والتعليمى للمدرسة وبالتالى مازالوا يتغيبون فى الحضور إليها.


كل هذه الظواهر السلبية والتى لاننكرها كانت بسبب ماترسخ لدى الطلاب أو أولياء الأمور طوال السنوات الماضية عن تراجع دور المدرسة التربوى والتعليمى للطلاب وكان الكثيرون منهم مقتنعون بأن أهم شيئ عندهم هو تحصيل الدرجات بالنسبة للطالب من خلال ذهابه للدروس الخصوصية فقط وإن كان هذا فى الحقيقة ليس تعليما بل هو تدريب الطلاب فقط على كيفية تحصيل الدرجات من خلال التلقين والحفظ ـ أما الجانب التربوى فلا يعنيهم فى شيئ ـ وهذا هو أخطر مافى الموضوع لأن التربية من وجهة نظرى أهم من التعليم 0 
وكنت من أكثر الناس سعادة بعودة دور المدرسة مرة أخرى والذى كانت قد فقدته طوال السنوات الماضية سواء فى الجانب التعليمى أو التربوى  بعد أن قاد وزير التربية والتعليم محمد عبد اللطيف هذه المعركة بنفسه ومازال يقودها بإقتدار.

 وقيامه بزيارات مكوكية لجميع المحافظات لضمان نجاح خطة فى عودة الطالب والمدرس للمدرسة مرة أخرى، وأنا واثق تماما أن المجتمع كله بعد ذلك سيسعد بعد ذلك بشكل أكبر بعد ان يلمس كل ولى أمر من الذين كانوا فى  غفوة طوال السنوات الماضية عن أهمية دور المدرسة التربوى.

وسوف يملس ذلك ايضا كل تلميذ وكل طالب ومدى التأثير الإيجابى للمدرسة عليه ومساعدتها فى بناء شخصيته بشكل سوى ـ سيلمس  كل هذا طوال فترة دراسته وبعد تخرجه أيضا وبعد أن ينخرط فى وظيفته بعد التخرج.


لأن دور المدرسة هام جدًا في حياة الطلاب، وتأثيرها يمتد إلى جوانب متعددة من حياتهم:  فالمدرسة توفر التعليم الأساسي للطلاب، وتساعدهم على تطوير معرفتهم ومهاراتهم الأكاديمية.
ـ كما  تلعب دورًا هامًا في تنمية شخصية الطلاب، وتساعدهم على تطوير مهاراتهم الشخصية والاجتماعية  ـ كما أن  المدرسة تعزز القيم الإيجابية لدى الطلاب، مثل الصدق والأمانة والاحترام، وتوفركذلك بيئة اجتماعية غنية تساعد الطلاب على بناء علاقات اجتماعية إيجابية مع زملائهم ومعلميهم.

 كما توفر الدعم النفسي للطلاب، وتساعدهم على التعامل مع التحديات والصعوبات التي قد يواجهونها  ، وتشجع الطلاب على التفكير النقدي والإبداعي، وتوفر لهم الفرص لتطوير مهاراتهم في حل المشكلات وابتكار الحلول  كما تساعد الطلاب على تطوير مهاراتهم الحياتية، مثل إدارة الوقت والتنظيم والتعامل مع الضغوط، وتوفر الفرص للطلاب لتطوير مهاراتهم واهتماماتهم، وتساعدهم على اكتشاف قدراتهم ومواهبهم.


أى بشكل عام، المدرسة تلعب دورًا هامًا في تشكيل شخصية الطلاب وتنمية قدراتهم ومهاراتهم، وتأثيرها يمتد إلى حياتهم الشخصية والاجتماعية والمهنية، وهو مايفتقده أى طالب من محترفى التردد على السناتر ومراكز الدروس الخصوصية.

 وكل هذه المميزات التى سيكتسبها الطالب من المدرسة لن تكتمل أيضا إلا بمساعدة الأسرة، وأن يكون لها دور  هى الأخرى فى إستكمال الجوانب التربوية الصحيحة لأبنائهم،  ووقتها نقول أننا قد نجحنا بالفعل فى بناء أولادنا بشكل صحيح لأن التربية أهم من التعليم.  ‎

 

إخلاء مسؤولية إن الموقع يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق