إرادة وعقيدة رجال القوات المسلحة.. حررت الوطن
تُعد حرب السادس من أكتوبر عام 1973 واحدة من أهم الحروب في تاريخ مصر والوطن العربي، إذ مثلت نقطة تحول استراتيجي من الهزيمة للانتصار، حيث تمكنت القوات المصرية من اقتحام خط برليف وكسر أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي وصف بأنه لا يُقهر بعد نكسة 1967، لتعيد هذه الحرب لمصر مكانتها الدولية وثقتها بنفسها بعد مشاعر محطمة ومعنويات منكسرة، مثبتة قدرتها على استرداد كل ما هو حقً لها.
الانتقال من السلم للحرب في أكتوبر
لجأت مصر للسلم والمفاوضات بدلًا من الحروب بعد أن أحتلت إسرائيل سيناء في حرب "النكسة"، وكان ذلك دون جدوى، وكان هدف مصر استعادة أرضها وكرامتها، فقال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر جملته الشهيرة.. "ما أُخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة" وبدأ التخطيط للحرب.
تحطيم خط برليف بخراطيم المياه في حرب أكتوبر
وباستخدام عنصر المفاجأة.. في الثانية ظهرًا بنهار رمضان و"عيد الغفران" اليهودي، شنت مصر وسوريا هجومًا مشتركًا على إسرائيل، مستفيدين بالضباب والغبار وقت العبور لخفض دقة المراقبة المعادية وبقوة عسكرية بلغ عددها 80 ألف جندي، بدأت مصر في تحطيم خط برليف مستغرقًا 6 ساعات باستخدام خراطيم المياه الذي يٌعد عنصر من عناصر المفاجأة التكتيكية، ثم رفعوا علم مصر على الضفة الشرقية لقناة السويس وتثبيت رؤوس كباري وصاحب فكرة استخدام مضخات المياه لإنشاء ثغرات في الساتر الترابي بخط برليف هو اللواء مهندس مصري باقي زكي يوسف الذي استلهم فكرته من عمله في السد العالي.

الجيش المصري يحاصر إسرائيل على الأراضي المصرية
ورغم تهديدات إسرائيل لمدينة السويس والقاهرة بعد أن عبرت غرب القناة عند الدفرسوار.. ظل الجيش المصري صامدًا قويًا متمسكًا بمواقعه شرق القناة محاصرًا الجيش الإسرائيلي، ثم أصدر مجلس الأمن قرار 338 بوقف إطلاق النار يوم 22 أكتوبر، واستمرت المعارك حتى يوم 24 أكتوبر خاصةً حول السويس والإسماعيلية، ليستقر الوضع بعدها وظلت القوات المصرية شرق القناة مسيطرة على رؤوس كباري، بينما كانت القوات الإسرائيلية غرب القناة.

أمريكا تمول إسرائيل بعملية عشب النيكل في حرب أكتوبر
بجانب الجهود المصرية كان للدعم الخارجي دور هام تمثل في دعم الاتحاد السوفيتي بالسلاح، بجانب الدعم العربي في مد الجيش المصري بالقوات العسكرية والأسلحة من قبل العراق والجزائر والمغرب، كما أن السعودية وليبيا قدموا دعم مالي بجانب الضغط الاقتصادي على الدول المساندة لإسرائيل باستخدام سلاح النفط، وبالرغم من هذا الحصار الاقتصادي إلا أن أمريكا لما تتراجع عن كونها الداعم الأول لإسرائيل، حيث قامت بعملية جوية ضخمة سُميت بـ"العشب النيكل" لتمويل إسرائيل بالأسلحة لإعادة توازنها.

حرب أكتوبر تغير موازين القوى الدولية
انتهت الحرب دون نصر عسكري حاسم لكنه كان نصر سياسي ومعنوي لمصر والعرب، حيث استعادة مصر جزءً من سيناء، الذي كان سببًا في فتح الطريق لاستردادها كاملةً عبر اتفاقية كامب ديفيد عام 1978، وإعادة عزة نفس وكرامة العرب، ومن نتائج هذه الحرب كسر فكرة أن إسرائيل قوة لا تُقهر، بالإضافة لتغيير موازين القوى الدولية نتيجة حصار النفط.
الخطة الاستراتيجية
ومن ضمن خطة الخداع الاستراتيجية استخدم الجنود رموز مشفرة تمامًا لمنع التنصت على الاتصالات أو تسرب أي معلومات، بالإضافة لتحرك القوات والمعدات ليلاً وبسرعات مخططة، وتقليل أي نشاط جوي ملحوظ فوق سيناء قبل ساعة الصفر لتجنب لفت انتباه الرادارات الإسرائيلية.
أحدثوا حركات مزيفة ومناورات تدريبية كأنه نشاط روتيني وليس تحضير لحرب فعلية.. كالتدريبات الوهمية المتكررة على القناة لخداع إسرائيل، إذ اعتادت رؤية الجيش المصري يستعد ثم يتراجع ففقدت الإحساس بالخطر، واستخدموا عربات ومخيمات وهمية ودمى دبابات، لتمويه المعدات الحقيقية بحيث تبدو مواقع الوحدات مختلفة عن الحقيقة.
إخلاء مسؤولية إن الموقع يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
0 تعليق