تزامنا مع بداية فصل الخريف الحالي باضطرابات جوية في بعض مناطق المملكة، أفادت المديرية العامة للأرصاد الجوية بأن “الحالة الجوية بالمغرب قد شهدت، مع بداية شهر أكتوبر الجاري، انتقالا تدريجيا نحو دينامية خريفية أكثر وضوحا”، موضحة أنها “تجسدت في تعاقب كتل هوائية مختلفة بين تأثيرات مدارية دافئة صاعدة من الجنوب وأخرى محيطية باردة ورطبة قادمة من شمال الأطلسي”.
ولفت الحسين يوعابد، مسؤول التواصل في المديرية العامة للأرصاد الجوية، إلى أن هذا الانتقال الفصلي قد يعد أحد “العوامل المساهمة في بروز اضطرابات جوية محلية، خصوصا بمناطق في مرتفعات الأطلس والجنوب الشرقي والأقاليم الجنوبية”، مؤكدا أنه “سُجلت زخات مطرية متفرقة وأحيانا رعدية، كانت أكثر حدة خلال الساعات الأخيرة بأقصى جنوب البلاد، لاسيما بأقاليم أوسرد ووادي الذهب وبوجدور”.
وأشار يوعابد، ضمن تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إلى أن “هذه الوضعية تعكس ملامح “الاعتدال الخريفي”، متابعا بالشرح أنها “مرحلة انتقالية بين الصيف والفصل البارد، تتميز بتغيرات كبيرة في حركة الكتل الهوائية، إذ تتلاقى خلالها تيارات دافئة صاعدة من الجنوب مع أخرى باردة ورطبة آتية من شمال الأطلسي وأوروبا؛ مما يخلق ظروفا ملائمة لعدم الاستقرار وتشكل سحب ركامية رعدية، خصوصا فوق المرتفعات والمناطق الداخلية”.
وبالاستناد إلى آخر التوقعات التي أفاد بها هسبريس مسؤول التواصل بالمديرية التابعة لوزارة التجهيز والماء، فإنه “يُرتقب أن تستمر الأجواء غير المستقرة خلال اليومين المقبليْن فوق الأطلس والجنوب الشرقي والأقاليم الجنوبية مع احتمال نزول زخات رعدية محلية؛ فيما ستتسم الوضعية المناخية بالسواحل والسهول الشمالية والوسطى بظهور سحب منخفضة وكتل ضبابية”.
أما ابتداء من الجمعة والسبت (نهاية هذا الأسبوع) فإن “الطقس سيكون حارا نسبيا بالجنوب الشرقي والأقاليم الجنوبية، قبل أن تسود أجواء مستقرة عموما ابتداء من يوم الأحد”، وفق التوقعات الرسمية ذاتها.
والاعتدال الخريفي هو “فترة انتقالية بين نهاية فصل الصيف والفصل البارد” تتميز، حسب شروح وإفادات قدمها يوعابد لهسبريس، بـ”تغيّرات كبيرة في حركة الكتل الهوائية”؛ وهي المرحلة التي يعيشها المغرب في أجوائه حاليا، ما يفسر حدوث تناوب وتداخل بين أجواء حارة وباردة.
وأبرز المتحدث أن “المنخفضات الجوية وحتى أحيانا عواصف مدارية تبدأ، خلال هذه الظرفية، في التحرك في المحيط الأطلسي في التحرك نحو غرب وشمال أوروبا”، لافتا إلى أن “كتلا هوائية دافئة صاعدة من الجنوب تتلاقى مع أخرى باردة ورطبة قادمة من شمال المحيط الأطلسي أو أوروبا”.
وختم الحسين يوعابد بالقول إن “هذه الدينامية يتأثر بها المغرب كذلك، حيث هذا التفاعل يخلق حالة من عدم الاستقرار الجوي؛ ما يوفر ظروفا مناسبة لتشكل سحب ركامية أحيانا رعدية، خاصة فوق المرتفعات والمناطق الداخلية”.
ووفق معطيات رسمية توصلت بها هسبريس، فإن التساقطات المطرية المسجلة من الساعة السادسة من يوم الفاتح من أكتوبر الجاري إلى الساعة السادسة من اليوم الثاني من الشهر ذاته بلغت بأوسرد 58 مليمترا، والداخلة 36 مليمترا متبوعة ببئر أنزران (إقليم وادي الذهب) 27 مليمترا، ثم بوكراع 11 مليمترا، ثم السمارة 3 مليمترات، والعيون بمِلمتريْن.
0 تعليق