انطلقت تداعيات الاحتجاجات الشبابية التي يقودها “جيل Z” لتلقي بظلالها على الساحة الفنية والثقافية المغربية، بعدما وجد عدد من المنظمين أنفسهم مضطرين إلى إلغاء أو تأجيل حفلات كانوا يراهنون عليها لاستقطاب آلاف المتفرجين.
وحسب ما علمته هسبريس من مصدر خاص، فإن الحفل الكبير، الذي كان سيجمع النجم اللبناني آدم إلى جانب الفنان محمد شاكر والفنانة عبير نعمة، لن يقام في موعده المعلن عنه سابقا، بعدما تقرر إلغاؤه وتأجيله إلى تاريخ لاحق.
وأشار المصدر نفسه إلى أن هذا القرار جاء بعد مشاورات بين الجهة المنظمة والتي خلصت إلى أن الظرفية الحالية لا تسمح بتنظيم عرض فني بهذا الحجم.
وكشف مصدر هسبريس أن المنظمين بصدد تدارس إمكانية تحديد مواعيد بديلة في وقت لاحق، تتلاءم مع أجندة الفنانين الثلاثة الذين تربطهم التزامات فنية متعددة في بلدان أخرى، مؤكدا أن التذاكر التي اقتناها الجمهور المغربي ستظل صالحة لحضور الحفل في موعده الجديد، مع إمكانية تعويض من يفضل استرجاع ثمن التذكرة.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد؛ بل امتدت موجة التأجيل حسب المصدر ذاته لتشمل حفلات أخرى كان ينتظرها الجمهور المغربي، منها العرض الفني الذي كان من المقرر أن يقدمه نجم الراب المغربي “دون بيغ” وسهرة فرقة “هوبا هوبا سبيريت”، وهو اللقاء الذي كان يعول عليه عشاق موسيقى الراب والروك لإحياء ليلة استثنائية.
كما تم تأجيل الحفل الموسيقي للمايسترو المغربي أرسلان، الذي كان من المرتقب أن يقدم برنامجا فنيا يجمع بين الإبداع الموسيقي والطابع التراثي الراقي.
وشدد مصدر هسبريس على أن القرارات المتخذة لم تكن سهلة؛ غير أنها تفرضها حساسية الظرفية الراهنة، إذ أوضح أن حماية الجمهور وضمان سلامة الفنانين تبقى أولوية قصوى تفوق أي اعتبارات تجارية أو فنية، مؤكدا أن هذه الخطوة تظل مؤقتة، في انتظار أن تستعيد الأوضاع هدوءها واستقرارها بما يسمح ببرمجة العروض في أجواء آمنة ومناسبة.
وتتواصل الاحتجاجات التي تقودها حركة “جيل Z” لليوم السادس على التوالي بمجموعة من المدن المغربية، حيث تطالب هذه الحركة التي تصف نفسها بأنها صوت الشباب المغربي الواعي، بتحسين قطاعي التعليم والصحة ومحاربة الفساد في المغرب، وتؤكد أن الإصلاح المنشود في منظومة التعليم والخدمات الصحية العمومية ضرورة عاجلة لضمان مستقبل أفضل للأجيال المقبلة.
0 تعليق