تواصلت الاحتجاجات الشعبية في المغرب، بقيادة جيل زد، للتعبير عن سخطهم من تدهور قطاعي الصحة والتعليم، وسط إنفاق الحكومة على مشاريع رياضية ضخمة استعدادًا لكأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030، بينما تشكو المستشفيات والمدارس من نقص الأطر والتجهيزات الأساسية.

شهدت المدن الكبرى مثل الرباط، الدار البيضاء، فاس وأكادير، تجمعات واسعة رفع فيها المحتجون شعارات تطالب بتحسين المستشفيات، زيادة الكوادر الطبية والتربوية، وتوفير بنية تحتية أفضل، مشيرين إلى أن استثمارات الملاعب جاءت على حساب حياة المواطنين اليومية، خاصة في المناطق النائية.

وأكد شباب المشاركون في الاحتجاجات، مثل آية (20 عاماً) ومحمد (22 عاماً)، أنهم يواصلون الضغط على الحكومة حتى تتحسن الخدمات الأساسية، وانتقدوا سياسات التهميش والهجرة المستمرة للأطباء والمعلمين، فيما شهدت بعض المظاهرات أعمال شغب محدودة بسبب تدخل أمني صارم.

الأزمة الصحية وصلت ذروتها بعد وفاة عدة نساء في مستشفى الحسن الثاني بأكادير، ما دفع وزير الصحة أمين التهراوي لإجراء إعفاءات وزيارات ميدانية، إلا أن المشكلة تتعلق بنقص الكوادر وتدهور البنية التحتية، حيث يحتاج المغرب إلى أكثر من 32 ألف طبيب و65 ألف ممرض لتغطية الاحتياجات وفق معايير منظمة الصحة العالمية.

على صعيد التعليم، يعاني القطاع من اكتظاظ الفصول ونقص المعلمين وضعف التكوين المهني، رغم تخصيص ميزانية كبيرة تصل إلى نحو 85.6 مليار درهم في 2025، ما أدى إلى سلسلة احتجاجات وإضرابات رفضًا للنظام الأساسي الجديد لموظفي وزارة التربية الوطنية.

في المقابل، تواجه الحكومة انتقادات واسعة على خلفية ضخ أموال طائلة في الملاعب والفنادق والبنية التحتية الرياضية، حيث تُقدر تكلفة المونديال وكأس إفريقيا بما يصل إلى 5-6 مليارات دولار، بينما يرى المعارضون أن هذه الأموال كان يمكن توجيهها لتحسين الصحة والتعليم، خصوصًا في ظل العجز الكبير في هذه القطاعات الحيوية.