تحول كورنيش واد مارتيل بمدينة تطوان، الذي كلف الدولة ملايين الدراهم من أجل تهيئته ليكون متنفساً حضرياً راقياً لسكان المدينة وزوارها، إلى ما يشبه حظيرة حيوانات مفتوحة تهدد صحة وسلامة المرتادين وتشوّه هذا الفضاء العام الذي طالما كان مصدر فخر للجميع.

فالخروج إلى الكورنيش لم يعد هادئاً كما كان، بسبب توافد أصحاب الخيول والجمال والحمير الذين يعرضون جولات عبر عرباتهم المجرورة، حيث باتت فضلات هذه الحيوانات منتشرة بكثرة على طول الكورنيش، ولا سيما في فضاءات ألعاب الأطفال، مما يجعل هذه الأماكن غير آمنة وغير صحية للأطفال وللعائلات.

رائحة كريهة تفوح في الأجواء، وغياب النظافة صار واضحاً بشكل صارخ، رغم الجهد اليومي الذي يبذله عمال النظافة والإنعاش الوطني، في حين أن هذه العربات والحيوانات المتواجدة تشكل خطراً حقيقياً على سلامة مرتادي الكورنيش، سواء من ناحية الازدحام أو من احتمال وقوع حوادث لا قدر الله.

الأمر الأكثر إيلاماً هو أن السلطات المحلية تبدو مكتفية بالمشاهدة دون اتخاذ أي إجراءات فعلية لوقف هذا الوضع المؤسف الذي لم يكن متوقعاً في فضاء تم استثمار ميزانية ضخمة من أجل تهيئته وتجميله.

ملايين الدراهم التي استثمرتها الدولة في هذا المشروع، والتي كان الهدف منها توفير فضاء حضري نظيف وآمن للراحة والترفيه، باتت اليوم معرضة للتدهور بسبب هذا الوضع الذي استفحل وأصبح مصدر شكاوى متكررة من طرف ساكنة تطوان وزوارها.