في تحول مفاجئ، كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، اليوم الإثنين، عن تجميد خطط إقامة مدينة إنسانية في رفح جنوب قطاع غزة، والتي كانت تهدف إلى استيعاب مئات الآلاف من الفلسطينيين كخطوة أولى نحو دفعهم لمغادرة القطاع طوعاً. 
القرار يعكس تصاعد الانقسامات داخل الحكومة الإسرائيلية بشأن إدارة الملف الإنساني، في ظل ضغوط دولية متزايدة وتدهور الأوضاع المعيشية داخل غزة.

المدينة المؤجلة: لا قرار ولا خطة بديلة

وفقاً لتقرير الصحيفة العبرية، نقلت عن مصدر أمني إسرائيلي رفيع أن المشروع لا يوجد قرار بالمضي قُدماً فيه، ولا خطة بديلة في الوقت الراهن.
المصدر أشار إلى أن القيادة السياسية الإسرائيلية كانت تأمل في التوصل إلى صفقة تبادل رهائن تتضمن انسحاباً جزئياً من جنوب القطاع، وهو ما دفعهم إلى تأجيل الخطة إلى أجل غير مسمى.
القرار يكشف ترددًا واضحًا في تنفيذ المشروع المثير للجدل، والذي وصفه مراقبون بأنه غطاء إنساني لخطة تهجير قسري.

الضغط الإنساني يُجبر إسرائيل على رفع وتيرة المساعدات

في ظل الصور المروّعة القادمة من غزة، بحسب المصدر ذاته، اتُّخذ قرار برفع عدد شاحنات المساعدات الإنسانية لتصل إلى 150 شاحنة يومياً.
وأشار التقرير إلى أن إسرائيل أوقفت منذ مارس إدخال المساعدات لأسباب سياسية، خوفاً من انهيار الائتلاف الحاكم بعد تهديدات من وزراء متطرفين في الحكومة، على رأسهم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش.

سموتريتش يتراجع عن حبة قمح واحدة

في موقف شهير، كان سموتريتش قد صرح قائلاً: "لن تدخل حبة قمح واحدة إلى غزة، اقرأوا شفتي".
غير أن هذا التصعيد السياسي لم يصمد طويلاً، إذ عاد الوزير نفسه بعد أسابيع قليلة ليوافق على عودة قوافل الإغاثة، حيث دخلت عشرات الشاحنات من معبر زيكيم إلى شمال القطاع، لكنها تعرضت للنهب في منطقة العطاطرة، ما أثار جدلاً حول فاعلية توزيع المساعدات في ظل الفوضى.

الجيش يناشد والحكومة ترفض ثم تتراجع

سبق أن كشفت يديعوت أحرونوت عن مناشدات متكررة من قادة الجيش الإسرائيلي للمستوى السياسي، طالبوا خلالها بإعادة فتح الممرات الإنسانية لتفادي كارثة إنسانية وشيكة.
إلا أن هذه النداءات قوبلت بالرفض من قادة سياسيين متشددين، قبل أن تدفع الضغوط الدولية وتصاعد الأزمة الغذائية داخل القطاع الحكومة إلى تعديل مواقفها لاحقًا.

هدنة إنسانية مؤقتة وسط مجاعة متصاعدة

بالتزامن مع التطورات السياسية داخل إسرائيل، أعلنت الأمم المتحدة عن هدنة إنسانية في ثلاث مناطق بغزة منذ يوم الأحد، تسمح بدخول المساعدات بشكل مؤقت إلى المناطق التي صنفتها التقارير الأممية بأنها تشهد تجويعاً ممنهجاً بسبب الحصار.