مع استمرار الحرب في غزة ودخولها شهرها الحادي والعشرين، يتصاعد الانقسام داخل إسرائيل حول إدارة الصراع ومستقبل القطاع، وسط انتقادات حادة لقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، واتهامات مباشرة له بتعمد إطالة أمد الحرب لأهداف سياسية. 
في المقابل، تتسع دائرة الغضب الشعبي وعائلات الأسرى تطلق صرخاتها، بينما يصر وزراء اليمين المتطرف على المضي في مشروع الاستيطان في غزة، ما يزيد من تأجيج التوترات الداخلية والخارجية.

يائير جولان: سموتريتش يقود إسرائيل نحو حرب لا نهاية لها

شن يائير جولان، زعيم حزب الديمقراطيين في إسرائيل، هجوماً لاذعاً على وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، متهماً إياه بدفع إسرائيل نحو حرب دائمة دون أي أفق لاستعادة المخطوفين لدى حماس.

وقال جولان إن رؤية سموتريتش الاستيطانية لن تضحّي بجيل كامل فحسب، بل ستقضي على المشروع الصهيوني برمته، مضيفاً أن الوزير نفسه تهرب من الخدمة العسكرية، لكنه لا يجد حرجاً في إرسال الجنود للموت في غزة.

ليبرمان: الحكومة فشلت بعد 662 يوماً ولا تستحق البقاء

من جانبه، هاجم أفيجدور ليبرمان، زعيم حزب إسرائيل بيتنا، الحكومة الإسرائيلية الحالية، قائلاً إنها وبعد أكثر من 660 يوماً من الحرب، فشلت في إعادة الأسرى أو تحقيق نصر واضح على حماس، وبالتالي لا تملك الحق في الاستمرار.

عائلات الأسرى: الحكومة تخلّت عن أبنائنا

وفي موقف مؤلم، قالت عائلات الأسرى الإسرائيليين لدى حماس إن الحكومة فوتت فرصاً ثمينة لإطلاق سراحهم، وتخلّى أعضاء الكنيست عن قضيتهم، مضيفة أن الخراب الأخلاقي الذي يحدث في غزة سندفع ثمنه لأجيال.

سموتريتش: غزة جزء من إسرائيل والاستيطان خطة عمل

وفي موقف مثير للجدل، قال سموتريتش إن غزة جزء لا يتجزأ من أرض إسرائيل، معلناً أن الاستيطان فيها أقرب من أي وقت مضى، واصفاً هذه الخطوة بأنها خطة عمل واقعية.

وأضاف: "لم نُقدّم كل هذه التضحيات لنُسلم غزة من عربي إلى عربي آخر، مؤكدًا أن عودة المستوطنين إلى القطاع ستتجاوز غوش قطيف وستشمل مساحة أكبر بكثير.

معارضة داخلية وانتقادات أمريكية

وفي تعبير عن الاستياء الدولي، اتهم جيرولد نادلر، النائب الديمقراطي في الكونجرس الأمريكي، نتنياهو بالتلاعب بأرواح الرهائن من خلال تخريب المفاوضات وإطالة أمد الحرب لأهداف سياسية، مشيرًا إلى أن العقبة الحقيقية أمام إنهاء الحرب هي سياسات نتنياهو الأنانية.

أما زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، فقد أكد رفضه القاطع الجلوس مع نتنياهو، مشيرًا إلى أن أسوأ ما فعله هو إدخال الفاشية إلى الحكومة، ومضيفًا أن الحكومة الحالية تفتقر إلى خطة واضحة لليوم التالي في غزة.

وزير الخارجية الإسرائيلي: لا نمنع المساعدات ونرفض الضغط الدولي

من جهته، شدد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر على أن بقاء حماس في السلطة سيكون مأساة للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء، مؤكداً أن الضغط الدولي لن ينجح، بل إنه ساعد حماس على التشبث بمواقفها.

وأكد ساعر أن إسرائيل لا تمنع وصول المساعدات إلى غزة، بل ترحب بكل من يساهم في إيصالها، لكنه اعتبر أن القرارات الدولية ضد إسرائيل جاءت بنتائج عكسية.