في ظل الاحتجاجات الأخيرة التي شهدها الشارع المغربي، والتي قادها شباب حركة “جيل Z”، خرج صلاح الدين عبقري، رئيس منظمة شباب حزب الأصالة والمعاصرة، ليؤكد موقف حزبه من هذه التحركات الشبابية، مسلطا الضوء على الأسباب الحقيقية التي دفعت الشباب إلى النزول إلى الشارع، ومشددا على ضرورة التفاعل الإيجابي مع هذه المطالب المشروعة.
وقال صلاح الدين عبقري، في تصريح لجريدة هسبريس، إن المشاكل المتعلقة بالصحة والتعليم في المغرب هي نتيجة تراكمات عديدة، مضيفا أن “الحكومة قامت بمجهودات في هذا الصدد، إلا أن هذه المجهودات تظل غير كافية، والوضعية الكارثية للمستشفيات والتصرفات الجشعة لبعض المتدخلين لم تعد تطاق، ولم يسلم منا أحد من العبث الذي يطال العديد من المستشفيات”.
وشدد عبقري على أن معالجة هذه الاختلالات تتطلب مجهودا جماعيا يشمل الأطباء والممرضين والموظفين، مؤكدا أن حزبه كان سباقا للتعبير عن موقفه من هذه القضايا منذ البداية، سواء من خلال كلمة القيادة الجماعية خلال افتتاح أشغال المؤتمر الوطني الثاني لمنظمة الشباب أو عبر كلمة المنظمة عقب انتخاب رئيسها.
وأضاف المتحدث ذاته أن الحزب “اعتبر أن المطالب المتعلقة بالصحة والتعليم والتشغيل هي مطالب مشروعة، وأن أصوات هؤلاء الشباب ليست تهديدا”.
وأوضح عبقري، في حديثه مع هسبريس، أن موقف الحزب لم يكن بدافع المزايدات أو ما يسمى بالركمجة؛ بل هو تعبير عن “واجبهم كمكون سياسي يتفاعل مع نبض المجتمع وحيويته”، مؤكدا أنهم لا يريدون أن يسجل التاريخ أنهم “صمتوا خوفا من اتهامهم بالركمجة أو اختفوا مراعاة لموقعهم السياسي”.
وتابع أن “اليوم هو وقت الجرأة والنقد الذاتي، وعلى الأحزاب السياسية أن تعترف بأن آلياتها في الاستقطاب والتأطير قد تعطلت”، مضيفا أنه داخل حزب الأصالة والمعاصرة استشعروا نبض الشباب وأطلقوا منذ شهور عديدة مبادرة “جيل 2030 وأنصتوا لهم في مختلف الجهات، مشددا على أن هذا الإنصات هو ما يحتاجه المجتمع اليوم.
وأردف رئيس منظمة شباب حزب “الجرار” قائلا: “ذكر هذه المبادرات لا يأتي من باب المزايدات، بل لأن من واجبنا التذكير بالمبادرات الإيجابية التي تم إطلاقها والتي تهم الإنصات، مع التأكيد أننا لا ندعي أننا استأثرنا بها، بل نتحدث عن ما عايشناه وشاركنا فيه”.
وقال عبقري إن حزبه، رغم تمسكه بمشروعية المطالب، “لا يمكنه القبول بالعنف”، وأكد على ضرورة التعبير عن المطالب بشكل سلمي، مضيفا أنه “متأكد أن الشباب الذين عبروا منذ اليوم الأول عن مطالبهم يرفضون العنف”.
وختم رئيس منظمة شباب “البام” تصريحه بالقول إن “صوت الشباب بحماسه الصادق قد يكون محرجا، وبغضبه المشروع قد يبدو جارحا؛ لكنه لا يمكن اعتباره صوتا نشازا ما دام يحترم المؤسسات ويقف ضد العنف والتخريب، وما دام ينطلق من صميم المجتمع ويعكس حيويته”.
وأبرز صلاح الدين عبقري أن حزب الأصالة والمعاصرة يرفض أية مزايدات سياسية في هذا الموضوع، مؤكدا أن تعبيره عن موقفه “لا يعد ركوبا سياسيا بل تفاعلا مطلوبا مع حيوية المجتمع ومساهمة بناءة في النقاشات التي تحركه وتحييه”.
0 تعليق