النحات المصري ناثان دوس يعتبر أنه يمثل حضارة قديمة حيث شكّل الحجر جزءًا أساسيًا من الهوية الثقافية والفنية. يظهر هذا الوعي في مشروعه الفني الحالي الذي يُعرض في “قاعة الزمالك للفن” في القاهرة.
حمل معرضه عنوانًا فلسفيًا هامًا هو “بين المفهوم والاستنارة”. يُظهر مصطلح “المفهوم” رغبته في إعادة تعريف الأشياء واستعادة المعنى والقيمة، بينما يفتح مفهوم “الاستنارة” نافذة واسعة على معاني عقلانية وروحانية تنطلق من إنسانيتنا.
تظهر منحوتاته بوضوح كتعبير مباشر عن أفكاره وفلسفته، حيث يسعى دوس لتوثيق وتثبيت الأفكار التي يؤمن بها بدلاً من تركها للتأويلات. يشير إلى أنه لا يريد فقط إبداع قطع فنية جميلة بل يسعى لتجسيد أفكاره وفلسفته بوضوح.
تنبع أفكاره من الحضارة المصرية القديمة، وتُعتبر هذه الحضارة مصدر الجذور والمفهوم بالنسبة له. يُتبع نفس الطريقة الفنية للنحّات الكبير محمود مختار.
تعد أفكاره معاكسة لجمود العصر الحالي وسيولته، حيث يسعى للبحث عن آفاق أفضل واستعادة قيم الاستنارة. يظهر ذلك في منحوتاته التي تجسد شخصيات تمثل اختياراته بعناية.
تعرف أفكاره بشكل رئيسي على الحضارة المصرية القديمة، ممثلة للجذور و”المفهوم”. تقف على خطى النحات الرائد محمود مختار.
في منحوتته “رأس السِير مجدي يعقوب”، يظهر قلبًا يتدلى أسفل الرأس، رمزًا لوضع قلب الميت في ميزان العدالة في الأساطير المصرية. يُبرز ذلك أهمية فكرة “الميزان”.
يُجسّد في بورتريهاته رؤس طه حسين وهيباتيا، مشيرًا إلى استمرار رحلة الاستنارة عبر العصور. يستخدم الجرانيت الأسود الأسواني لتأكيد صلابة تلك النماذج وقوتها في مواجهة التخلف.
معرضه يجسّد رحلة الاستنارة عبر العصور ويؤكد أهمية توثيق الأفكار والقيم.