نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الوجه الآخر للفنان لطفي لبيب.. جواهرجي بشر قادر على تثمين من يراهم - بلس 48, اليوم الأربعاء 30 يوليو 2025 02:30 مساءً
بعد نجاح فيلم "السفارة في العمارة" تلقَّى الفنان لطفي لبيب اتصالاً من السفارة الإسرائيلية بالقاهرة تدعوه لزيارتها وتكريمه عن أدائه المميز في تجسيد شخصية سفيرها، وهي الدعوة التي رفضها لطفي لبيب قائلاً: "اعتذرت وبشدة.. ماينفعش أحارب ناس وأروح يكرموني".
وأكد بأن مشاهدته لانتهاكات إسرائيل ضد الفلسطينيين، جعلته يرفض أي تواصل معها حتى "لا يُساء فهم موقفه الوطني". ووصف سيناء بأنها "غالية عليه بشكل لا يتخيله عقل" بعد أن حارب لاستعادتها.
جسَّد الفنان الراحل شخصية "ديفيد كوهين" – السفير الإسرائيلي في مصر – في فيلم السفارة في العمارة (2005) أمام عادل إمام، ورغم أن مساحة الدور 5 مشاهد فقط، إلا أنه كان بمثابة تحوَّل في مسيرته الفنية ، فقد ارتفع أجره من 20 ألف جنيه في الفيلم إلى 200 ألف جنيه في الأعمال التالية، كما الدور منحه جائزة خاصة ، ما جعله يصفه بـ"وش السعد".
وكشف لبيب في تصريحات صحفية أن عادل إمام دعمه فنياً وإنسانياً خلال التصوير، خاصة في أحد المشاهد، حين اقترح إضافة لمسة كوميدية لم تكن مكتوبة في السيناريو، حيث طلب من لبيب "سحب التورتة" أثناء خروجه من الغرفة، ما أضفى طابعاً تلقائياً أضحك الجمهور وأعجب المخرج. وأكد لبيب: "عادل إمام من يوم ما عرفني مادخلش أي عمل إلا وطلبني.. وهو إنسان لا يبخل بالنصيحة لزملائه".
المقاتل المثقف
شارك لطفي لبيب في حرب أكتوبر 1973 كجندي في "الكتيبة 26 مشاة"، وهي من أولى الوحدات التي عبرت قناة السويس، ودون هذه التجربة في كتابه الكتيبة 26 (1975).
وعُرف لطفي لبيب بين زملائه بـ"الممثل المثقف" الذي جمع بين الفلسفة والفن، كتب مقالات وخواطر اجتماعية نقدية بلسان "الصايع المصري" بمعناه الإيجابي، كاشفاً تناقضات المجتمع بلغة ساخرة، وكان يؤمن بأن الصداقة "مؤسسة للتطهر من آثام الحياة"، وفقاً لصديقه الكاتب نبيل عبد الفتاح الذي وصفه بأنه: "جواهرجي بشر قادر على تثمين من يراهم"، ومن أقواله "الكاتب يضع البذرة الأولى للعمل، والممثل مجرد منفذ".
مسيرة حافلة بالعطاء
بدأ مشواره الفني متأخراً عام 1981 بمسرحية "المغنية الصلعاء" مع رغدة، بعد عودته من العمل في مجال النفط خارج مصر، رغم أن أدواره المبكرة كانت ثانوية، إلا أن بصمته أصبحت لا تُنسى، حيث شارك في 380 عملاً فنياً، منها 100 فيلم سينمائي و30 مسلسلاً.
وعلى مدى أربعة عقود، كان لطفي لبيب "الرهان الفائز" لأنجح نجوم الكوميديا. تعاون مع عادل إمام في 5 أعمال، منها "بوبوس" و"زهايمر"، ومع محمد هنيدي في 9 أعمال، بدأت بـ"جائنا البيان التالي" (2001) وانتهت بـ"مرعي البريمو" (2023)، وهو آخر أفلامه قبل اعتزاله، ووقف بجانب أحمد حلمي في أولى بطولاته بفيلم "عسل أسود"، حيث حوّل دور "سائق الميكروباص" الثانوي إلى شخصية أسطورية، ويقول عنه هنيدي: "كان عنصراً ثابتاً في نجاح أي عمل".
وفاة لطفي لبيب
في ساعات الصباح الأولى، أعلن نقيب المهن التمثيلية أشرف زكي رحيل الفنان لطفي لبيب عن عمر ناهز 77 عاماً بعد صراع مرير مع المرض، بعد أن تدهورت حالته الصحية إثر نزيف حادّ في الحنجرة تطور إلى التهاب رئوي، ما استدعى نقله إلى العناية المركزة قبل أيام، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة في صمتٍ هزّ الوسط الفني والملايين من محبيه.
جاء الرحيل بعد سنوات من التحديات الصحية، بدأت بجلطة دماغية عام 2017 تسببت في شلل نصفي، تلاها استئصال ورم في الحنجرة عام 2025، ورغم تحذيرات الأطباء بالصمت، ظلّ يخاطب جمهوره حتى اللحظات الأخيرة بقوله: "متقلقوش عليا.. أنا راضٍ بكل شيء"
0 تعليق