هل تتأثر سلاسل التوريد بـ " تسونامي المحيط الهادئ"؟ - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
هل تتأثر سلاسل التوريد بـ " تسونامي المحيط الهادئ"؟ - بلس 48, اليوم الأربعاء 30 يوليو 2025 02:25 مساءً

تثير تلك التطورات تساؤلات حول قدرة البنية التحتية الساحلية على استيعاب الأزمات المفاجئة، في وقت تزداد فيه أهمية المناطق النائية في حركة التجارة العالمية وتدفق الطاقة عبر الممرات البحرية. وبالنظر إلى حجم الترابط بين الأسواق، فإن أي اضطراب في تلك المناطق يمكن أن يترك أثرًا يتجاوز الحدود المحلية.

وبينما يختلف الخبراء بشأن حجم التداعيات الفعلية، إلا أن الحدث يثير مخاوف من تأثيرات غير مباشرة على سلاسل الإمداد، وأسعار الطاقة، وكذلك على صورة الدول المعنية في إدارة الكوارث الطبيعية.

ما هي أحدث التطورات؟

  • زلزال قوي بلغت قوته 8.8 درجة قبالة شبه جزيرة كامتشاتكا في أقصى شرق روسيا في الساعات الأولى من صباح الأربعاء.
  • أدى الزلزال إلى إصدار تحذيرات من تسونامي في اليابان وعدة ولايات في غرب الولايات المتحدة، بما في ذلك هاواي وألاسكا وكاليفورنيا.
  • الزلزال أدى إلى إصدار أوامر إخلاء في هاواي واليابان. كما أمر خفر السواحل الأميركي السفن التجارية الراسية في موانئ هاواي بالإخلاء.
  • وصلت أمواج تسونامي إلى كاليفورنيا وهاواي بعد ساعات من وقوع الزلزال في شرق روسيا.
  • المركز الوطني الأميركي للتحذير من التسونامي، قال صباح الأربعاء إنه تم رصد أمواج تسونامي بارتفاع 1.6 قدم فوق مستوى المد في خليج أرينا في ولاية كاليفورنيا.
  • في هاواي، تم تسجيل أمواج تسونامي بارتفاع يصل إلى 4.9 قدم فوق مستوى المد، على الرغم من أن مركز التحذير من تسونامي في المحيط الهادئ قال إن البيانات المتاحة تشير إلى أنه من غير المتوقع أن يضرب تسونامي كبير الدولة الجزيرة.
  • هيئة الأرصاد الجوية الوطنية الأميركية، حذّرت في وقت سابق من يوم الأربعاء، من أن زلزالاً قوياً ضرب حوض المحيط الهادئ تسبب في موجة تسونامي. وصدرت تحذيرات وإرشادات من تسونامي في هاواي، وأجزاء من ألاسكا، وغوام، وساموا الأمريكية، والساحل الغربي للولايات المتحدة، بحسب ما رصده تقرير لشبكة "سي إن بي سي" الأميركية.

وأصدرت اليابان تحذيرات من احتمال وقوع تسونامي في معظم سواحلها الشرقية، ونصائح أقل حدة في أجزاء أخرى من البلاد، وفقا للوكالة اليابانية للأرصاد الجوية.

وقدرت الوكالة أن تسونامي سيضرب هوكايدو، المنطقة اليابانية الأقرب إلى مركز الزلزال، في الساعة العاشرة صباحا بالتوقيت المحلي لليابان، مع ارتفاع أقصى يقدر بنحو ثلاثة أمتار.

هل تتأثر سلاسل التوريد؟

خبير العلاقات الدولية الاقتصادية والسياسية، أبو بكر الديب، يقول لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" إن التطورات الحالية المرتبة بأمواج التسونامي التي تهدد عدة مناطق بعد الزلزال الهائل في روسيا "تسلط الضوء على هشاشة سلاسل التوريد العابرة للمحيطات وعلى مدى اعتماد الاقتصاد العالمي على استقرار مناطق بعيدة جغرافياً ولكن شديدة الأهمية استراتيجياً".

ويوضح أن التسونامي قد يفتح الباب أمام تداعيات اقتصادية خطيرة على سلاسل الإمداد العالمية وأسواق الطاقة نظراً للموقع الجغرافي شديد الحساسية لكامشاتكا التي تطل على المحيط الهادئ وتقترب من ممرات شحن بحرية حيوية بين آسيا وأميركا الشمالية وتُمثل جزءاً من الطريق البحري المستخدم في شحن البضائع من الموانئ الروسية الشرقية مثل فلاديفوستوك إلى الأسواق الآسيوية خاصة الصين وكوريا الجنوبية واليابان.

 ويضيف: "بحسب تقديرات أولية فإن الزلزال أدى إلى تعطيل بعض الموانئ والبنية التحتية اللوجستية وهو ما قد ينعكس مباشرة على تدفق المواد الخام والمنتجات الصناعية خصوصاً المعادن والطاقة المصدرة من أقصى شرق روسيا.. وتشير بيانات الملاحة إلى أن نحو 15 إلى 20 بالمئة من تجارة روسيا البحرية تمر عبر هذه المنطقة ما يعني أن أي خلل في هذا المسار قد يتسبب في تأخير الشحنات ورفع تكاليف النقل البحري في ظل ارتفاع أسعار التأمين على السفن العابرة للمنطقة".

ويضيف: "علاوة على ذلك فإن روسيا تُعد من كبار منتجي الغاز الطبيعي المسال ويقع جزء من البنية التحتية لهذا القطاع في أقصى الشرق وبالتالي فإن أي تأثير على منشآت التسييل أو محطات التصدير سيؤدي إلى ضغوط على أسعار الغاز خاصة في آسيا.. هذا بخلاف التأثير النفسي السلبي على الأسواق العالمية الذي قد يؤدي إلى ارتفاعات آنية في أسعار النفط والغاز".

وذكرت وكالة رويترز نقلا عن مسؤول روسي أن أمواج مد عاتية (تسونامي) بلغ متوسط ارتفاعها من 3 إلى 4 أمتار (10-13 قدما) سجلت في كامتشاتكا.

وكانت الأمواج في اليابان أصغر، حيث تراوحت بين 30 سنتيمترا إلى 1.3 متر، مع تسجيل أعلى مستوى لها في ميناء كوجي في محافظة إيواتي، وفقا لهيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية.

تهديدات عالمية

ويشير تقرير لشركة Hozint (المتخصصة في تزويد المؤسسات بتنبيهات أمنية وتحذيرات استباقية حول التهديدات العالمية) عبر موقعها الإلكتروني، إلى أن

  • تسونامي 30 يوليو يبرز نقاط ضعف حرجة في البنية التحتية المدنية، لا سيما في المواقع النائية الروسية في المحيط الهادئ والأراضي الجزرية الأميركية.
  • بينما تبدو الخسائر ضئيلة، من المرجح أن يُفرض ضغطٌ شامل على المرافق العامة والنقل وأنظمة الطوارئ على المدى القصير.
  • مع تزايد وتيرة وشدة الأحداث التكتونية المرتبطة بالمناخ، أصبح الاستثمار في مرونة السواحل وأنظمة الإنذار المبكر المتوافقة أمرًا بالغ الأهمية من الناحية الاستراتيجية.
  • من المستحسن مواصلة مراقبة الهزات الارتدادية، والضغط على البنية التحتية، والاستجابات السياسية.

ويشير التقرير إلى أنه:

  • بينما لا يُعتبر ذلك نقطة اشتعال جيوسياسية بشكل مباشر، إلا أن مستوى الشفافية في الاستجابة للكوارث يمكن أن يؤثر على التصورات الدولية بشأن قدرة الدولة، خصوصاً في روسيا التي تواجه بالفعل تحديات متعلقة بسمعتها نتيجة عملياتها العسكرية في الخارج.
  • كما قد يحدث اضطراب في ممرات التجارة بين القطب الشمالي والمحيط الهادئ (عبر طريق البحر الشمالي) إذا ظلّت البنية التحتية للموانئ في شرق روسيا متضررة.

هل ثمة تأثيرات بعيدة المدى؟

الاستاذ بكلية موسكو العليا للاقتصاد، الدكتور رامي القليوبي، يقول لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية":

  • "لن يكون هناك أي تأثير يُذكر؛ إذ إن الزلزال وقع في منطقة نائية في شبه جزيرة كامتشاتكا، وهي بعيدة عن المراكز الحيوية الروسية مثل موسكو، والمناطق الاقتصادية والنفطية".
  • لكن على المدى البعيد، لا شك أن هناك تغيرات متسارعة على الأرض مرتبطة بالزلازل، والأمطار، والتغير المناخي.
  • هذه الظواهر تفرض على المجتمع الدولي تعزيز التعاون من أجل تحقيق تنمية مستدامة في القرن الحادي والعشرين، مع ضرورة إبقاء هذه القضايا الحيوية بمعزل عن الخلافات السياسية.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق