نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
لهذا السبب تنقذ الدلافين الغرقى! - بلس 48, اليوم الأربعاء 23 يوليو 2025 05:20 مساءً
لا تتمتع الدلافين بذكاء يظهر في تجليات عديدة مثل تواصلها المعقد وتعلونها وتعرفها على نفسها واللعب فقط. هي تعدت ذلك إلى استخدام الأدوات. نعم، أحد فصائلها في مجموعة تعرف بدلافين المحيطين الهندي والهادئ يستخدم أداة من الإسفنج للصيد والحماية.
تقوم بشكل خاص إناث الدلافين والتي تعرف لدى المختصين باسم “البقرات”، بكسر إسفنج بحري على هيئة سلة من قاع البحر في خليج القرش بغرب أستراليا، وإدخال منقارها فيه. هذه العملية يشارك فيها أحيانا بعض الذكور، ويسميهم المختصون “الثيران”.

هي عمليا تجعل من الإسفنج مثل قفاز أو أداة للوقاية تستخدمه في تفحص القاع الرملي الصخري بحثا عن الأسماك المختبئة، وهنا يحمي الغلاف الإسفنجي مقدمتها الممدودة التي تشبه المنقار من التعرض لأضرار من قطع الصخور الحادة أو اللسع.
الأمر المذهل الذي اكتشفه العلماء أن الدلافين لا تفعل ذلك غريزيا بل هو سلوك مكتسب بشكل حصري للأمهات اللائي يعلمنه فيما بعد لصغارهن “العجول” وخاصة الإناث.
هذه العملية التي يتم خلالها انتقال تقنية بحث معقدة عن الطعام رأسيا من الأمهات إلى صغارها تتماشى مع تعريف “الثقافة” لدى الحيوانات. هذا النموذج فريد من نوعه داخل هذه المجموعة المحددة من الدلافين.
الدلافين حيتان تنتمي إلى فصيلة “الحوت ذو الأسنان”، إلا أنها لا تستخدم أسنانها المئة في المضغ بل تبتلع الأسماك كاملة، وذلك لأنها ببساطة تفتقر لعضلات فك مناسبة للمضغ.

يوجد في الوقت الحالي في العالم 43 نوعا من الدلافين، 38 منها دلافين بحرية، والخمسة المتبقية نهرية. الدلافين تتميز بحجم صغير بشكل عام قياسا بالحيتان الأخرى ولا يتعدى طولها 3.6 أمتار.
هذا النوع الشهير والمحبوب من الحيتان يتمتع بقدرة على التعرف على نفسه في المرآة. هذه الميزة توجد في الكائنات الأخرى فقط لدى الفيلة والببغاوات الرمادية.
من بين الحقائق المدهشة الأخرى في سلوك الدلافين أنها قادرة على تمييز أفراد القطيع الآخرين من خلال “الأسماء”. كل دولفين في القطيع يستجيب لصافرة خاصة لا تتغير.
الدلافين تتميز أيضا بقدرتها على تذكر الإشارات الصوتية الجديدة طوال الحياة، كما أنها تستطيع اكتساب المهارات البهلوانية بسرعة مدهشة، بحسب المدربين المتخصصين.
علاوة على كل ذلك، يلاحظ أن الدلافين فضولية ولديها رغبة في التواصل مع ما حولها، وقد ترافق غواصا كما لو أنها تصادقه، أو تسبح قرب قارب لفترة طويلة.
ربما نتيجة لهذا السلوك، ظهرت روايات عن إنقاذ الدلافين لأناس كانوا على وشك الغرق. هذه الصورة الرومانسية للأسف ليست صحيحة، كما يؤكد بعض المتخصصين بالكائنات البحرية.

توجد رواية منطقية تفيد بأن الدلافين تصطاد في مجموعات، وإذا ظهر في البعيد على سبيل المثل شخص يغرق ويغوص في المياه، فسيحاول عدد من الدلافين إبعاده عن فرائسهم، لأنهم يعتقدون أنه دخيل جاء لمنافستهم على طعامهم.
الدلافين تقوم في هذه الحالة بدفع الشخص بعيدا نحو الشاطئ وفي بعض الأحيان في الاتجاه المعاكس نحو المجهول في البحر الفتوح. هذا يعني أنها حتى وإن دفعته نحو الشاطئ إلى بر الأمان، فهي لم تفعل ذلك إلا لإبعاده عن طعامها.
حادثة جرت لأحد الغواصين في البحر الأسود تؤكد هذا التفسير. سبح الرجل في مياه تبعد عن الشاطئ مسافة 200 متر وغاص إلى عمق ستة أمتار، حيث صادف قطيع دلافين منهمكة في الصيد.
على الفور سبحت الدلافين إليه وبدأت في دفعه إلى السطح، ولم تتوقف إلى أن وصلت به إلى المياه الضحلة. بعد عملية “الإنقاذ” عادت الدلافين إلى صيدها، في حين خرج الغواص من هذه المواجهة مع الدلافين بعدة رضوض. هي هكذا دائما رائعة وذكية هذه الدلافين الجميلة والرشيقة والمبدعة في كل شيء.
المصدر: RT
0 تعليق