خلال الأيام الماضية، شهدت مدينة السويداء جنوب سوريا سلسلة من الجرائم بحق المدنيين وعمليات إعدام ميداني، وإذلال المواطنيين قبل قتلهم بدم بارد، في مشهد يعكس مدى هشاشة الوضع الأمني ليس لأن السلاح في يد الخارجين عن القانون فحسب، لكن الأزمة والخطر الأكبر أن بعض الخارجين عن القانون هم من يمثلون الأجهزة الأمنية التابعة للدولة. ويقومون بعمليات قتل واستهداف المدنيين الذين ينتمون للطائفة الدرزية. 

الطائفية.. مرض مزمن في سوريا لا علاج له! 

وبالتزامن مع استمرار الاشتباكات التي اندلعت بين الطائفة الدرزية وعشائر بدوية، كان أحد الضحايا الشاب حسام سرايا الذي يحمل الجنسية الأمريكية قتل بوحشية مع خمسة من أفراد أسرته في السويداء، ووثق مقطع فيديو انتشر بشكل واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي لحظة عملية (الإعدام الميدانية) بجوار أفراد أسرته. 

أمريكا تحتج دبلوماسياً

الفيديو الذي انتشر بشكل واسع أثار غضب (دبلوماسي) في الولايات المتحدة، كتب ريتشارد غرينيل، المبعوث الأميركي للمهام الخاصة، منشورا على منصة "إكس" تحدث فيه عن الحادث المؤلم وقال: "وصلتني للتو أخبار ومقاطع فيديو مروعة عن مواطن أميركي من أوكلاهوما يُقال إنه قُتل بوحشية في سوريا. إنه درزي".

وأضاف: "أبلغتُ مسؤولا كبيرا في وزارة الخارجية وعضوا في الكونجرس للتحقق من الحقائق".

ولمعرفة أكثر عن تفاصيل مقتل المواطن الأمريكي حسام سرايا الذي أعدم رمياً بالرصاص مع عائلته تواصلنا مع، تمام زين الدين وهو طبيب وصديق مقرب للضحية حسام حيث كشف لنا عن اللحظات الأخيرة قبل وفاته كم تحدث معنا عن طبيعة الأوضاع التي تعيشها السويداء بعد الأحداث الدامية التي شهدتها المحافظة السورية وأدت إلى مقتل نحو 1265 شخص حتى الآن. 

اعتقاله إلى وجهة مجهولة انتهت اغتياله ميدانياً

وقال في بداية حديثه لـ «تحيا مصر»:" يوم الثلاثاء  15/ 7 / 2025 تواصلت مع والدته في تمام الساعة الثامنة والنصف صباحا وأخبرتني بأن الأمن العام التابع للجيش السوري قد قام بالاعتقال من بيتهم كل من  حسام وأخيه كريم وأبيه غسان وعموماته وليد ويحيى و علي قريب لهم إسمه اسماعيل إلى وجهة مجهولة". 

تم التعرف عليه من خلال حذائه 

وأضاف:" وفي اليوم التالي يوم الأربعاء 16/7/2025 انتشر فيديو يظهر مجموعة  أشخاص قد تم إعدامهم ميدانيا وتم التعرف على كل من أخيه وأبيه غسان  من الفيديو  وبعد انسحاب الأمن العام من السويداء تم الوصول إلى المنطقة حيث انتشرت صورة لسبعة جثامين في الساحة نفسها و تم التعرف على الشهيد حسام من خلال حذائه مع العلم أن حسام يحمل الجنسية الأمريكية والشهداء جميعا مدانيين عُزل ولم يحملو سلاحا من قبل ولا علاقة لهم بأي تنظيم مسلح و لاحقا تم التعرف عليهم من قبل ذويهم في المشفى الوطني بالسويداء". 

أما عن الأوضاع الأمنية في السويداء وعن حال المنطقة في ظل هذه التوترات، قال زين الدين في تصريحات خاصة لـ «تحيا مصر»:" السويداء محاصرة منذ ثمانية أيام من قبل الأمن العام والعشائر حيث لا كهرباء ولا مياه ولا غذاء وضعف بالاتصالات والانترانت مع قطع المتكرر لها مع وجود عجز صحي ضمن المحافظة حيث خرج المشفى الوطني في محافظة السويداء عن الخدمة بعد محاصرته وإطلاق النار وقصف بالدبابة من قبل قوى الأمن العام التابعة للجيش السوري ما أدى لتعرض الكادر الطبي و المصابين ومرضى المشفى للإصابات و التهديد بالإعدام ميداني". 

سرقة ونهب المنازل وآسر الأطفال.. سوريا تدخل نفق مظلم

وتابع قائلا:" أنا حاليا في مشفى شهبا في مدنية شهبا التابعة لمحافظة السويداء حيث يوجد عجز في الوضع الصحي كنقص الكوارد الطبية بسبب عدم قدرة وصولهم للمشفى وتعرض البعض منهم للقنص وعدم وجود لأي إمدادات صحية للمشفى والمشفى قد تعلن إنهيارها بأي لحظة بسبب عدم توفر المياه والكهرباء والطعام مع استمرار وصول المصابين من المدانين العُزل من المناطق التي دخلتها أرتال العشائر المدعومة مباشرة من قبل الحكومة السورية وفق تصريحاتها". 

وأشار إلى أن:" قوى العشائر تقوم حتى هذه اللحظة بقتل المدانين وارتكاب أفظع المجازر بهم وحرق ونهب المنازل مع العلم قد تم آسر العديد من العائلات ومنهم نساء وأطفال دون معرفة أي مصير لهم حتى هذه اللحظة".