في خضم التوترات التي شهدتها محافظة السويداء السورية خلال الأسابيع الماضية، أعلن وزير الإعلام السوري، الدكتور بطرس الحلاق، أن اتفاق وقف إطلاق النار الأخير في السويداء يمثل فرصة حقيقية للحوار وإيجاد حلول سياسية سلمية.

تصريحات الوزير جاءت خلال مؤتمر صحفي في دمشق، حيث تناول بالتفصيل تطورات الوضع الأمني، ودور الدولة، ورؤية الحكومة تجاه المرحلة المقبلة.

اتفاق السويداء.. بداية لحوار سياسي شامل

أكد وزير الإعلام أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه مؤخراً في محافظة السويداء يشكل منعطفاً هاماً نحو تهدئة الأوضاع وتهيئة الأرضية لحوار سياسي بين مختلف الأطراف.
واعتبر أن الفرصة الآن متاحة أمام الجميع لـ"تحكيم صوت العقل وتغليب الحلول السياسية على الخيارات العنيفة".

انتقادات لخطاب الرئاسة الروحية في السويداء

وفي سياق متصل، أشار الوزير إلى أن البيان الصادر عن الرئاسة الروحية للدروز احتوى على صياغات تحض على التهجير، محذراً من خطورة مثل هذه الخطابات التي قد تؤجج الأوضاع في المحافظة وتدفع باتجاه تدخلات خارجية.

واتهم الوزير الشيخ حكمت الهجري، أحد أبرز الزعامات الدينية في السويداء، بتبني خطاب يستدعي التدخل الأجنبي، وهو ما ترفضه الدولة السورية رفضاً قاطعاً باعتباره مساساً بالسيادة الوطنية.

الدولة ليست المشكلة.. بل الحل

وفي معرض رده على الاتهامات التي توجهها بعض الجهات داخل السويداء للحكومة السورية، شدد الوزير على أن وجود الدولة في السويداء هو الحل وليس المشكلة، مؤكداً أن الدولة مسؤولة عن حماية المواطنين وتلبية احتياجاتهم المعيشية.

وأوضح أن الأجهزة الأمنية تعرضت مؤخراً لـ"كمائن منظمة"، ما استدعى تدخلات أكبر لضمان استعادة الأمن والاستقرار، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن الدولة لا تنكر مسؤوليتها عن بعض التجاوزات التي وقعت خلال الفترة الأخيرة.

استعدادات إنسانية ومعابر جديدة

وكشف الوزير عن جهود مكثفة تبذلها الحكومة لفتح معابر إنسانية بين السويداء ودرعا، مشيراً إلى تشكيل لجنة طوارئ مشتركة من وزارات وهيئات حكومية معنية، بهدف إدخال المساعدات الإنسانية والطبية العاجلة إلى مناطق التوتر.

كما أكد أن الدولة تعمل على تأمين احتياجات السكان وضمان حياة طبيعية في المحافظة، في ظل ما وصفه بـ"مرحلة انتقالية دقيقة تتطلب تضافر الجهود الرسمية والشعبية".

الدولة لن تتخلى عن مسؤولياتها

أنهى وزير الإعلام حديثه بالتأكيد على أن الدولة السورية لن تتخلى عن مسؤولياتها في السويداء أو في أي محافظة سورية أخرى، داعياً الجميع إلى الابتعاد عن الخطابات التحريضية والتكاتف في سبيل وحدة البلاد وسلامتها.