في الوقت الذي تتزايد فيه التكهنات بشأن مستقبل قيادة مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، يبرز اسم الاقتصادي كيفن هاسيت كأحد المرشحين المحتملين لشغل منصب رئيس البنك المركزي الأمريكي، في حال عدم تجديد ولاية جيروم باول أو حدوث أي تغيير مفاجئ في السياسة الاقتصادية الأمريكية.

 يعود الاهتمام بهاسيت إلى خبرته الواسعة، وتوجهاته المحافظة في السياسة النقدية والمالية، إضافة إلى علاقاته الوثيقة مع دوائر صنع القرار الجمهوري، وهو ما يرصده تحيا مصر. 

من كيفين هابست أكاديميًا ومهنيًا؟ 

وُلد كيفن هاسيت في 20 مارس 1962، وهو حاصل على درجة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة بنسلفانيا. عمل أستاذًا مساعدًا في كلية كولومبيا للأعمال، قبل أن ينتقل للعمل في القطاع العام والخاص كمستشار اقتصادي.

برز اسمه بوضوح كمحلل اقتصادي بارز في معهد أمريكان إنتربرايز (AEI)، وهو مركز أبحاث محافظ في واشنطن، حيث ركزت أبحاثه على السياسة الضريبية، والاستثمار، والنمو الاقتصادي. وشارك في تأليف العديد من الكتب التي تناقش قضايا الاقتصاد الكلي، من بينها "Dow 36,000"، الذي أثار جدلاً واسعًا بتنبؤه بارتفاع حاد في أسواق الأسهم.

دوره في إدارة ترامب

عُين هاسيت في عام 2017 كرئيس لمجلس المستشارين الاقتصاديين في إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب. خلال فترة ولايته، كان له دور فاعل في الدفع نحو إصلاحات ضريبية كبرى، واعتُبر من أبرز العقول الاقتصادية الداعمة لخفض الضرائب على الشركات بهدف تحفيز النمو والاستثمار.

كما لعب دورًا استشاريًا مهمًا في إدارة تداعيات جائحة كورونا، وكان حاضرًا في عدة لجان لمناقشة خطط التحفيز الاقتصادي، رغم بعض الانتقادات التي وُجهت له بسبب تقديراته المتفائلة لسوق العمل وقت الأزمة.

موقفه من السياسة النقدية

يُعرف هاسيت بتوجهاته المحافظة نسبيًا تجاه التضخم وأسعار الفائدة، ويميل إلى دعم تشديد السياسات النقدية إذا لزم الأمر، لضبط التضخم واستقرار السوق. وهو بذلك يختلف في بعض الأحيان عن النهج التوسعي الذي اتبعه الفيدرالي بقيادة باول خلال فترات الأزمات.

في عدة مقابلات حديثة، أشار هاسيت إلى قلقه من استمرار معدلات التضخم المرتفعة، مؤكدًا أن العودة إلى سياسة نقدية أكثر انضباطًا أمر ضروري للحفاظ على قوة الدولار وثقة المستثمرين.

هل يصبح الرئيس المقبل للفيدرالي؟

 يمثل كيفن هاسيت توجهًا مختلفًا في السياسة الاقتصادية الأمريكية، يميل إلى الحذر والانضباط المالي، وهو ما قد يجعله مرشحًا جذابًا لقيادة الفيدرالي في مرحلة ما بعد التضخم، وبينما لا تزال الأمور غير محسومة، يبقى اسمه ضمن الأسماء التي تستحق المتابعة خلال الفترة المقبلة.