نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
حرب بلا رصاص.. معركة إسرائيل وإيران في الفضاء الرقمي - بلس 48, اليوم الثلاثاء 15 يوليو 2025 10:35 مساءً
وكشفت صحيفة نيويورك تايمز جزءا من "الحرب النفسية" التي جرت بين إيران وإسرائيل قبل وأثناء الحرب، والتي استعملت فيها الأكاذيب، والخداع، ومنصات التواصل الاجتماعي، وأدوات الذكاء الاصطناعي.
ورغم قدم حرب المعلومات أو الحرب النفسية، إلا أن الخبراء قالوا لصحيفة "نيويورك تايمز" إن المواجهة بين إسرائيل وإيران كانت أشد تركيزا واستهدافا من أي وقت مضى، وشهدها ملايين الناس عبر هواتفهم.
وحولت طهران وتل أبيب "إكس" و"تلغرام" ومنصات أخرى، إلى رقعة حرب ثانية لتصفية الحسابات وإكمال الحرب التي توقفت على الميدان.
مشاهد من حرب المعلومات
وطيلة أيام الحرب، عمل الطرفان على إغراق مواقع التواصل الاجتماعي بصور ومقاطع فيديو مزيفة ومفبركة، لتحطيم معنويات الطرف الآخر وتشويهه.
في الساعات التي سبقت قصف الجيش الإسرائيلي لسجن إيفين في العاصمة طهران، في 23 من يونيو الماضي، ظهرت منشورات على منصتي "إكس" و"تيليغرام" باللغة الفارسية تلمح إلى قرب الهجوم، وتحث الإيرانيين على تحرير السجناء.
وبعد الانفجار، نشرت حسابات مقطع فيديو معدلا بالذكاء الاصطناعي للحظة الانفجار، مرفوقا بوسم بالفارسية: "#حرروا_إيفين".
ظن كثيرون أن هذا مشهد التفجير حقيقي، وتمكنت إسرائيل من خداع العديد من المؤسسات الإخبارية، بما فيها صحيفة "نيويورك تايمز" التي اعتبرت هذا المشهد حقيقيا.
وفي حادثة أخرى، أرسلت إيران رسائل تحذيرية بالعبرية إلى آلاف الإسرائيليين، تحذرهم من دخول الملاجئ لأنها مستهدفة من قبل المسلحين.
بالمقابل، نشرت شبكة حسابات على منصة "إكس" رسائل بالفارسية تهدف إلى زعزعة الثقة في الحكومة الإيرانية، وبعضها تم بصوت امرأة مولّد بالذكاء الاصطناعي.
واستعانت إسرائيل وإيران بصور من نزاعات سابقة، وقامتا بفبركتها، كصور للمرشد الإيراني ولرئيس الوزراء الإسرائيلي.
وفي حادثة أخرى، قامت حسابات إيرانية بنشر فيديو زائف لدمار في مطار بن غوريون، وصورا لمقاطع طائرات إسرائيلية وأمريكية محطمة، كما أن إيران زعمت إسقاط ثلاث طائرات إسرائيلية من طراز إف-35، لكن إسرائيل نفت ذلك.
ومن بين الأمثلة أيضا، ادعاء وسائل إعلام إيرانية أسر طيارة إسرائيلية تُدعى سارة أهرونوت، لكن تحقيقا أجرته "نيوزغارد" كشف أن الصورة تعود لضابطة في البحرية التشيلية عام 2011، بحسب "نيويورك تايمز".
كما وثقت المؤسسة ذاتها، "نيوزغارد"، نحو 28 ادعاء زائفا من إيران، استخدم فيها مزيج من وسائل الإعلام الرسمية، ومواقع وحسابات مجهولة، ومؤثرين ينشرون الدعاية على يوتيوب، وفيسبوك، وتيليغرام، وتيك توك.
وفي الجانب الآخر، ذكر تقرير صادر عن شركة "هورايزن إنتليجنس"، المتخصصة في تقييم التهديدات ومقرها في بروكسل، أن حسابات مرتبطة بإسرائيل نشرت لقطات قديمة لاحتجاجات في إيران، لترويج أطروحة الاضطرابات الداخلية.
كما كشفت المؤسسة ذاتها عن نشر إسرائيل لفيديو مولد بالذكاء الاصطناعي، ظهر فيه إيرانيون يرددون: "نحن نحب إسرائيل".
يقول جيمس جي. إف. فورست، أستاذ دراسات الأمن في جامعة ماساتشوستس في لويل: "نحن بالتأكيد في عصر جديد من حروب التأثير. لم يسبق في التاريخ أن توفرت القدرة على نشر الدعاية بهذا الحجم وبهذه السرعة."
من جانبه، وصف دارين إل. لينفيل، المدير المشارك لمركز الطب الشرعي الإعلامي بجامعة كليمسون، الفيديو الذي زعم أنه يظهر انفجارا في سجن إيفين، بأنه مثال صارخ على "التنسيق بين الحرب الحركية والنفسية".
الحرب النفسية مستمرة بعد وقف إطلاق النار
واستمرت الحرب النفسية حتى بعد إعلان وقف إطلاق النار في 24 من يونيو، إذ ظهر حساب جديد على "إكس" يدعي أنه المتحدث باسم جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد" باللغة الفارسية، ونشر عروض مساعدات مالية وطبية للإيرانيين إذا تمردوا على النظام.
وبعد الانتشار الواسع لهذه العروض، حذرت وزارة الصحة الإيرانية المواطنين من الاستجابة لعروض الموساد، وفقا لما نشرته وكالة الأنباء الرسمية.
يقول هاني فريد، أستاذ علوم الحاسوب في جامعة كاليفورنيا، بيركلي: "إذا عدنا إلى الأيام الأولى للحرب في أوكرانيا، رأينا حملات تضليل من روسيا، لكنها كانت بدائية مقارنة بما رأيناه في غزة." وأضاف: "وهذا لا يقارن بما نراه الآن في إيران."
0 تعليق