في قلب المتوسط، تتجدد حركة الاقتصاد المصري بوتيرة متسارعة، حيث تتحول البلاد إلى محور محوري جديد للطاقة والصادرات، ومع تطورات استراتيجية في قطاع البترول ولقاءات حاسمة بشأن السياسة النقدية، ترتسم ملامح مستقبل مزدهر يعزز مكانة مصر الاقتصادية إقليمياً وعالمياً.

تطورات استراتيجية في قطاع البترول ولقاءات حاسمة بشأن السياسة النقدية

تحولت مصر إلى مركز محوري لتخزين وتداول البترول الخام على ساحل البحر المتوسط، في خطوة استراتيجية تعزز مكانتها على خريطة الطاقة العالمية. 

جاء ذلك خلال زيارة المهندس كريم بدوي، وزير البترول، لميناء الحمراء البترولي في مدينة العلمين الجديدة، حيث اطلع على توسعات وتطويرات ضخمة تشرف عليها شركة "ويبكو"، التي تعمل على تحويل الميناء إلى مركز لوجيستي ضخم لاستقبال وتخزين النفط الخام والمنتجات البترولية.

وضع جدول زمني واضح لتطوير المشروع والاستفادة من خبرات ميناء الفجيرة العالمي

في إطار حرص الوزارة على الإسراع في تنفيذ المشروع، عقد الوزير اجتماعاً موسعاً ضم قيادات الهيئة العامة للبترول، ومستشار حكومة الفجيرة، ومسؤولين من مؤسسة الفجيرة للنفط والغاز، تم خلاله الاتفاق على وضع جدول زمني واضح لتطوير المشروع والاستفادة من خبرات ميناء الفجيرة العالمي في الإدارة والتشغيل، مع الالتزام بأعلى معايير السلامة والجودة. 

من جهة أخرى، تعمل "ويبكو" على إنشاء أربعة مستودعات جديدة لرفع السعة التخزينية من 2.8 إلى 5.3 مليون برميل.

على صعيد السياسة النقدية، تستعد لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي المصري للاجتماع في 28 أغسطس الجاري، في جلسة منتظرة لتحديد مستقبل أسعار الفائدة، وتأتي هذه الخطوة وسط تقلبات سوقية شملت تدفقات أموال ساخنة وتحركات في سعر صرف الدولار، بالإضافة إلى مؤشرات تضخمية حاسمة، ويشهد عام 2025 سلسلة اجتماعات مهمة للبنك المركزي لتحديد مسار الفائدة، التي قد تستقر، تُخفض، أو تُعدل بناءً على التطورات الاقتصادية.

وفيما يخص الصادرات، سجلت الصناعات الغذائية المصرية نمواً ملحوظاً بنسبة 6% في النصف الأول من 2025، مع زيادة تصل إلى 182 مليون دولار مقارنة بنفس الفترة من العام السابق.

سجلت الصناعات الغذائية المصرية نمواً ملحوظاً بنسبة 6% في النصف الأول من 2025

وتصدرت الدول العربية قائمة الأسواق المستوردة، رغم تراجع طفيف، تبعتها الأسواق الأوروبية، الأفريقية، والأمريكية التي شهدت نمواً كبيراً خاصة الولايات المتحدة بنسبة 47%، لعبت جودة المنتجات والالتزام بالمعايير العالمية إلى جانب الحملات الترويجية دوراً محورياً في هذه القفزة، مع توجه واضح لفتح أسواق جديدة في الصين وألمانيا ولبنان.