فخ استراتيجي.. لماذا يخشى الجيش الإسرائيلي احتلال غزة الكامل؟ - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
فخ استراتيجي.. لماذا يخشى الجيش الإسرائيلي احتلال غزة الكامل؟ - بلس 48, اليوم الأربعاء 6 أغسطس 2025 06:48 مساءً

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن خطط لاحتلال كامل قطاع غزة، مدعياً أن حماس "ترفض الصفقات" ولا خيار إلا التصعيد العسكري، إلا أن رؤية نتنياهو  تواجه معارضة حادة من المؤسسة الأمنية الإسرائيلية نفسها، التي تحذر من كوارث استراتيجية وإنسانية وقانونية.

يعتبر قائد الجيش إيال زامير أن احتلال غزة "فخ استراتيجي" قد يعرض حياة الرهائن الإسرائيليين الباقين في القطاع (المقدرين بنحو 20 أسيراً حياً) للخطر الفوري، كما سيفرض حرب استنزاف طويلة الأمد في بيئة معقدة تضم شبكة أنفاق تحت الأرض وكتل سكانية مكتظة بالنازحين.

تحذيرات المؤسسة الأمنية

يرى القادة العسكريون أن الاحتلال الكامل سيتطلب تعبئة ما لا يقل عن 30 ألف جندي إضافي، وإقامة إدارة عسكرية دائمة تشرف على 2.2 مليون فلسطيني، وهذه الخطوة ستربك الجيش الإسرائيلي الذي يعاني أصلاً من إرهاق بعد 21 شهراً من القتال، كما ستعرضه لخسائر بشرية كبيرة في معارك شوارع واقتحام أنفاق. 

وتشير تقديرات داخلية إلى أن التكلفة السنوية لإدارة غزة تحت الاحتلال المباشر قد تصل إلى 20 مليار دولار، وهو عبء لا يستطيع الاقتصاد الإسرائيلي تحمله وسط عجز قياسي في الميزانية نتج عن الحرب، يضاف إلى ذلك تحذير زامير من أن أي عملية عسكرية واسعة في المناطق التي لم يدخلها الجيش بعد (مثل مخيمات الوسط) ستزيد من صعوبة الوصول إلى الرهائن وقد تؤدي إلى مقتلهم خلال الاشتباكات.

الانقسام السياسي

يواجه نتنياهو ضغوطاً متعارضة داخل تحالفه الحكومي. فمن جهة، يصر وزراء مثل إيتمار بن غفير (الأمن القومي) وبتسلئيل سموتريتش (المالية) على "سحق حماس" ويرفضون أي صفقة تبادل أسرى، بل يدعون إلى تهجير الفلسطينيين وإقامة مستوطنات.

 ومن جهة أخرى، يحذره زعيم المعارضة يائير لابيد من أن الاحتلال سيكون "انتحاراً اقتصادياً"، مشيراً إلى أن إسرائيل قد تفقد دعم واشنطن إذا انغمست في حرب استنزاف غير محدودة، كما ينتقد خبراء أمنيون سابقون مثل يوسي لانغوتسكي خطة نتنياهو، معتبرين أنها ستجمد القوة العسكرية الإسرائيلية في غزة لعقد آخر، بينما تتفاقم التهديدات من لبنان والضفة الغربية.

الموقف الأمريكي والأوروبي

رغم التصريحات الداعمة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فإن واشنطن تفضل بوضوح الحل التفاوضي، فقد صرح مبعوثها الخاص ستيفن ويتكوف بأن "إسرائيل وحماس تقتربان من اتفاق" خلال أسبوعين، مشيراً إلى أن البيت الأبيض يرى في الاحتلال خياراً مكلفاً وغير مجدٍ.

 أما الموقف الأوروبي فيتجه نحو التصعيد الدبلوماسي المضاد؛ ففرنسا وبريطانيا ودول أخرى أعلنت استعدادها للاعتراف بدولة فلسطينية رداً على أي محاولة لضم غزة، كما تدرس عقوبات على المسؤولين الإسرائيليين المتورطين في انتهاكات حقوق الإنسان، وفي الوقت نفسه، حذر الاتحاد الأوروبي من أن الاحتلال سيدفع بغزة إلى "مجاعة كلية" وسيعزز حملات المقاطعة العالمية (BDS) ضد إسرائيل.

التحديات والسيناريوهات

إذا مضى نتنياهو قدماً في خطته، فمن المتوقع أن تبدأ العمليات بغارات جوية مكثفة على المناطق غير المحتلة سابقاً (30% من غزة)، تليها توغل بري لاحتواء التجمعات السكانية في رفح وخان يونس، لكن الخبراء العسكريين يتوقعون مقاومة شرسة من حماس، التي أعادت تنظيم صفوفها في الأشهر الأخيرة. 

كما أن تنفيذ الخطة سيتطلب أشهراً من القتال، وفق تقديرات استخباراتية إسرائيلية، مع احتمال سقوط مئات القتلى الإسرائيليين وآلاف الجرحى، والأخطر هو السيناريو الذي حذر منه "منتدى عائلات الرهائن"، الذي أكد أن أي اجتياح سيكون "حكماً بالإعدام" على أبنائهم المحتجزين في نفس المناطق المستهدفة.

حتى خطة نتنياهو نفسها تبدو متناقضة؛ فهو يعلن أن هدفه "تحرير الرهائن"، بينما يعترف وزير دفاعه يسرائيل كاتس بأن العمليات العسكرية تعرقل إنقاذهم. في هذا السياق، قد يكون تصريح المتحدث باسم حماس، أبو عبيدة، الأكثر واقعية: "الرهائن في خطر مميت... وإسرائيل تدفعهم إلى الموت"، أمام هذا التعقيد، يبدو أن العودة إلى المفاوضات – رغم صعوبتها – هي الخيار الأقل كلفة للجميع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق