في لحظة تجسّد فيها الشراكة الاستراتيجية وتتوحد فيها المصالح بين بلدين شقيقين، استقبل ميناء العقبة الأردني زيارة رسمية رفيعة المستوى، قادها المهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية المصري، لمتابعة انطلاق تجارب تشغيل سفينة التغييز العائمة "إنرجوس فورس"، والتي وصلت إلى الميناء مطلع الشهر الجاري.

وكان في استقبال الوزير المصري، نظيره الأردني الدكتور صالح الخرابشة، وعدد من كبار المسؤولين بالأردن، حيث اصطحبوه في جولة موسعة لمتابعة جاهزية السفينة وبدء أعمالها التشغيلية، تمهيداً لاستقبال شحنات الغاز الطبيعي المسال، وإعادة تغييزها وضخها في شبكة خط الغاز العربي الحيوي.

هذه السفينة، التي تصل سعتها التشغيلية إلى نحو 750 مليون قدم مكعب يوميًا، تمثل دعامة جديدة في بنية التكامل الإقليمي، حيث ستُستخدم لتوفير إمدادات الطاقة بصورة مرنة وآمنة لقطاعات مختلفة في مصر والأردن، مع إمكانية التكيّف مع أي طارئ يطرأ على منظومة الإمداد.

وفي كلمته خلال الزيارة، أكد الوزير كريم بدوي أن مشروع "إنرجوس فورس" ليس مجرد تعاون تقني، بل هو امتداد لعلاقات تاريخية متينة ومبادئ تكامل سياسي واقتصادي، تعكسها التوجيهات المستمرة من الرئيس عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني. كما شدد على أهمية تسخير البنية التحتية المشتركة، من موانئ وخطوط ربط وشبكات ضخ، لتعظيم الفائدة وتعزيز أمن الطاقة.

من جانبه، وصف الوزير الأردني الخرابشة المشروع بأنه خطوة استراتيجية تعزز استقلالية القرار الطاقي في البلدين، وتفتح آفاقًا رحبة لمزيد من التعاون في مجالات الغاز والنقل والتشغيل المشترك.

ولم تتوقف الجولة عند السفينة فحسب، بل امتدت لتشمل زيارة محطة ضواغط الغاز بمدينة العقبة، ومركز التحكم الرئيسي لخط الغاز العربي، حيث تم تقديم عروض فنية متخصصة توضح دور هذه المنشآت في ضمان استمرارية التوريد لكهرباء الأردن، إضافة إلى استعراض أحدث برمجيات التشغيل والمراقبة الرقمية المعتمدة في إدارة الشبكة.

المهندسون والفنيون من الجانبين أكدوا على تنسيق يومي مباشر مع مركز التحكم القومي في القاهرة، لضمان أعلى درجات الكفاءة والتكامل التشغيلي.

وقد رافق الوزيران وفد مصري رفيع ضم نخبة من قيادات قطاع البترول، من بينهم رؤساء شركات "بتروجت"، "إنبي"، "جاسكو"، و"فجر"، إلى جانب مسؤولين أردنيين يمثلون الجهات الفنية وشركات الكهرباء والنقل الفني.