تشهد السياحة المصرية في عام 2025 انتعاشة استثنائية وضعتها في صدارة المقاصد السياحية بشمال إفريقيا، وسط تحولات كبرى في خريطة السفر العالمية وتزايد الإقبال على الوجهات التي تجمع بين التاريخ، والطبيعة، والبنية التحتية المتطورة.

فمع جهود الدولة في دعم القطاع، وتحسن الخدمات السياحية، وتوسع الاستثمارات، باتت مصر الوجهة الأولى في الإقليم من حيث عدد الزوار والعائدات، ما يفتح الباب لتساؤلات مشروعة: هل بدأت مصر بالفعل مسارها نحو الصدارة العالمية في قطاع السياحة؟

تصدرت مصر دول شمال أفريقيا في عائدات السياحة، وقال موقع “أفريقيا لو 360″، إن إجمالي عائدات السياحة في مصر والمغرب وتونس بلغ، بنهاية يونيو 2025، نحو 15.06 مليار دولار، بزيادة قدرها 19.52% مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي.

عوامل النجاح.. رؤية واستثمار وترويج

هذا التفوق لم يأتِ من فراغ، بل هو ثمرة مجموعة من العوامل المتراكمة، أبرزها:

تحسن البنية التحتية السياحية: عبر افتتاح مشروعات كبرى مثل المتحف المصري الكبير وتطوير مناطق مثل الجيزة والأقصر والعلمين الجديدة.

تسهيل إجراءات الدخول: من خلال نظام التأشيرة الإلكترونية وتوسيع الإعفاءات لبعض الجنسيات.

تنوع البرامج الترويجية: التي ركزت على استهداف الأسواق الأوروبية والآسيوية والخليجية.

الشراكات مع شركات طيران عالمية: لتكثيف الرحلات المباشرة وزيادة الطاقة الاستيعابية للمطارات.

هل تملك مصر مقومات الصدارة العالمية؟

رغم هذا التفوق الإقليمي، تبقى المنافسة العالمية أكثر تعقيدًا، فمصر تنافس وجهات عملاقة مثل فرنسا وإسبانيا وتركيا وتايلاند، إلا أن التوسع في مشروعات الجذب الجديدة، والاهتمام بتحسين جودة الخدمات، والاستثمار في الكوادر البشرية، قد يكون بوابة حقيقية لتوسيع الحضور المصري على الساحة الدولية.

وفي هذا السياق، يرى خبراء أن مصر تملك بالفعل المقومات: من تراث حضاري فريد، إلى موقع جغرافي استراتيجي، مرورًا بتنوع طبيعي نادر، وهو ما يجعلها مؤهلة – مع استمرار التطوير – للتحول إلى واحدة من أبرز 10 وجهات سياحية في العالم خلال السنوات القادمة.

التقدم الكبير الذي حققته السياحة المصرية في 2025 ليس مجرد طفرة عابرة، بل خطوة على طريق طويل نحو إعادة بناء مكانة مصر السياحية على المستوى العالمي .