في تصريحات مثيرة للجدل أدلى بها الرئيس الأمريكي  دونالد ترامب خلال لقاء جماهيري، لمح إلى أنه "قد لا يترشح لولاية رئاسية ثالثة"، قبل أن يعود ويقول: "من يدري؟ كل شيء ممكن في هذه البلاد!"

ما يقوله الدستور الأمريكي صراحةً

هذا التلميح المزدوج أعاد إشعال الجدل حول مدى دستورية ترشحه المحتمل مرة أخرى، خاصة بعد فترتين رئاسيتين خاض إحداهما (2017–2021) وخسر الثانية في 2020.

تصريحات الرئيس الأمريكي  دونالد ترامب بشأن احتمالية الترشح مجددًا تثير تساؤلات قانونية ودستورية.. هل يسمح القانون الأمريكي بذلك؟ وما موقف المحكمة العليا إذا حدث؟

الدستور الأمريكي، في التعديل الثاني والعشرين (التعديل 22) الذي تم تبنيه عام 1951، ينص بوضوح على: "لا يجوز لأي شخص أن يُنتخب رئيسًا للولايات المتحدة لأكثر من مرتين"

أي أن الشخص الذي انتُخب رئيسًا مرتين لا يحق له الترشح مرة ثالثة مطلقًا، سواء كانت الفترات متتالية أم لا.

وقد تم فرض هذا التعديل بعد ولاية فرانكلين روزفلت الذي حكم أربع فترات، مما دفع الكونجرس لتقييد مدة الرئاسة.

هل هناك ثغرة قانونية؟

البعض حاول الترويج لاحتمالية وجود ثغرة قانونية تسمح لترامب بالترشح، خاصة إذا فشل في الفوز بفترته الثانية.

لكن وفقًا للخبراء الدستوريين: طالما تم انتخاب ترامب بالفعل مرة واحدة (2016)، وخسر الثانية (2020)، فبإمكانه الترشح مرة أخرى في 2024، وهو ما فعله بالفعل.

لكن في حال فاز بانتخابات 2024 وأتم فترته الثانية (2025–2029)، فسيُمنع دستوريًا من الترشح بعدها.

إذن: "لا يمكن دستوريًا أن يُنتخب ترامب لولاية ثالثة"، حتى وإن أعلن رغبته في ذلك.

السيناريوهات المحتملة

إذا لم يترشح في 2024: يمكنه قانونيًا الترشح لاحقًا، طالما لم يُنتخب فترتين.

إذا فاز في 2024: سيُصبح غير مؤهل دستوريًا لأي محاولة ثالثة.

إذا حاول الترشح رغم الدستور: سيتدخل القضاء، وقد تلجأ المحكمة العليا لمنعه.

تصريحات تثير البلبلة أم تختبر الدستور؟

يرى مراقبون أن تصريحات ترامب الأخيرة ليست سوى اختبار للرأي العام ومحاولة لخلق حالة جدل إعلامي، خاصة وأنه يعرف جيدًا أن الدستور لا يسمح بثلاث فترات.

في المقابل، يعتقد آخرون أنه قد يسعى لتعديل دستوري بدعم جمهوريين في الكونجرس، وهو أمر شديد الصعوبة ويحتاج ثلثي الولايات.

القانون يحسم.. وترامب يراوغ

في النهاية، ورغم الجدل الإعلامي والتكهنات، فإن الدستور الأمريكي واضح وصارم:لا رئاسة لأكثر من فترتين.

سواء لمح ترامب أو صرّح، فمحاولته الترشح لولاية ثالثة بعد فوزه المفترض في 2024 ستُقابل برفض دستوري وقانوني قاطع.

ويبقى السؤال: هل يتراجع ترامب؟ أم يراوغ حتى اللحظة الأخيرة كما اعتاد دائمًا؟