نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
قطع الأشجار وتأثيره غير المتوقع على الفيضانات - بلس 48, اليوم الثلاثاء 5 أغسطس 2025 08:50 مساءً
اعتُبر قطع الأشجار في الغابات من الأسباب الرئيسية لزيادة جريان المياه السطحية وبالتالي تفاقم خطر الفيضانات، نظراً لما تسببه إزالة الغطاء النباتي من خلل في امتصاص مياه الأمطار.
لكن دراسة علمية جديدة كشفت أن الأمر أكثر تعقيدًا مما كان يُعتقد، وأن تأثير إزالة الغابات يختلف جذرياً حسب الموقع والظروف البيئية المحيطة.
تفاصيل الدراسة: مستجمعان للمياه يكشفان التناقض
أجريت الدراسة على مستجمعَي مياه في جبال بلو ريدج في ولاية كارولاينا الشمالية، حيث تم قطع الأشجار من كلٍّ منهما في أواخر خمسينيات القرن الماضي. أحد المستجمعين يقع في الجهة الشمالية، والآخر في الجهة الجنوبية من المنطقة.
المستجمع الشمالي:
تضاعفت وتيرة الفيضانات 18 مرة على مدار أكثر من 40 عامًا بعد إزالة الغابات.
الفيضانات أصبحت أشد ضراوة من ذي قبل، بمرتين على الأقل.
يتميز الموقع الشمالي بأنه يحصل على كمية أقل من ضوء الشمس ويحتفظ بنسبة رطوبة أعلى في التربة، مما يُفسر تضاعف آثار قطع الأشجار على النظام الهيدرولوجي للموقع.
المستجمع الجنوبي:
لم تُلاحظ تغيرات كبيرة في وتيرة الفيضانات بعد إزالة الغابات.
يشير هذا إلى أن الظروف المناخية والتضاريس المحلية لعبت دورًا حاسمًا في تقليل التأثير.
تعليق الباحثين: يجب إعادة التفكير في سياسات إزالة الغابات
قال يونس عليلة، الباحث الرئيسي من جامعة كولومبيا البريطانية:"نتائجنا تتحدى المفاهيم التقليدية. لا يكفي أن نُقَيِّم إزالة الغابات من حيث الحجم فقط، بل يجب أن ننظر إلى الموقع، والظروف المناخية، وكيفية تنفيذ عملية القطع".
وأكد أن الدراسة توضح أن استجابات الغابات لعملية الإزالة ليست موحدة، ما يدفع إلى إعادة التفكير في سياسات إدارة الغابات، لا سيما في المناطق المعرضة للفيضانات.
أهمية الدراسة: خريطة جديدة لمخاطر الفيضانات
نُشرت نتائج الدراسة في مجلة علم المياه (Journal of Hydrology)، وتقدم رؤية جديدة تساعد في تحديد المناطق عالية الخطورة عند التخطيط لأي عمليات لإزالة الغابات.
ووفقًا للباحثين، فإن هذه النتائج قد تساعد:
علماء البيئة والغابات في تطوير خرائط أكثر دقة للمناطق المعرضة للفيضانات.
صنّاع السياسات في وضع لوائح أكثر دقة واستدامة لإدارة الغابات.
المجتمعات المحلية في توقع وتجنّب الكوارث البيئية الناتجة عن تغييرات بشرية غير محسوبة.
الغابات ليست مجرد أشجار… بل أنظمة مناخية متكاملة
توضح هذه الدراسة أن الغابات تلعب دورًا بيئيًا معقدًا يفوق مجرد امتصاص مياه الأمطار. فاختلاف التأثيرات في المستجمعين، رغم تشابه الإجراءات، يكشف أن الغطاء النباتي يتفاعل مع المناخ والتربة والسطح الطوبوغرافي بشكل فريد في كل منطقة.
0 تعليق