تحل اليوم، الثلاثاء ذكرى رحيل الفنان القدير خليل مرسي، أحد الوجوه الفنية التي ربما لم تنل حظها من الأضواء، لكنها تركت بصمة واضحة في قلوب محبي الدراما والمسرح المصري، برحيله في مثل هذا اليوم من عام 2014، فقد الوسط الفني فنانًا متنوعًا، جمع بين العلم والفن، وقدم مسيرة زاخرة بالعطاء والالتزام.

والده كان يرفض دخوله الفن.. ذكرى رحيل خليل مرسي

ولد خليل مرسي وتخرج في كلية الزراعة، تحقيقًا لرغبة والده الذي كان يرفض احترافه للفن لكن حبه العميق للمسرح والتمثيل لم يفتر، فقرر أن يسلك طريقه الفني عبر بوابة العلم، فالتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، ومن هناك بدأت رحلته الجادة لم يكتف بالدراسة الأكاديمية، بل استكمل دراساته العليا حتى حصل على درجة الدكتوراه، ثم شغل لاحقًا منصب رئيس قسم المسرح في جامعة 6 أكتوبر، ليصبح نموذجًا نادرًا لفنان وأكاديمي في آنٍ واحد.

بدايات خليل مرسي في الفن 

وفقًا لما يرصده موقع تحيا مصر بدأ خليل مرسي مشواره الفني عقب تخرجه من المعهد، وامتدت مسيرته لأكثر من عقدين من العطاء المتنوع، قدم خلالها عشرات الأدوار التي تراوحت بين الكوميديا والشر، وبين الأدوار التاريخية والاجتماعية، تميز بأداءٍ صادق، وقدرة لافتة على تجسيد الشخصيات المركبة، فظل اسمه حاضرًا في وجدان المشاهد، حتى وإن لم يكن دائمًا في صدارة البطولة.

من أبرز أعماله الدرامية التي لا تُنسى: "لن أعيش في جلباب أبي"، "حضرة المتهم أبي"، "العراف"، "ونيس"، "خيبر"، "سقوط الخلافة"، "فارس بلا جواد"، "مشرفة.. رجل لهذا الزمان"، "أوبرا عايدة"، "زيزينيا"، "كليوباترا"، "هارون الرشيد"، وغيرها من المسلسلات التي شكّلت وجدان جيل كامل من المشاهدين، كما شارك في عدد من الأفلام السينمائية المهمة، من أبرزها: "مافيا"، "الساحر"، "حبك نار"، "أوقات فراغ"، "أمن دولة"، "مهمة في تل أبيب"، "امرأة هزت عرش مصر"، و"أقوى الرجال".

خليل مرسي وارتباطه بالفنان محمد صبحي 

عُرف خليل مرسي أيضًا بارتباطه الفني بالمبدع محمد صبحي، حيث كان أحد أعمدة فرقته المسرحية، وشارك في عدد من المسرحيات الناجحة مثل "سكة السلامة 2000" و"كارمن"، وغيرها من الأعمال التي جمعت بين العمق الفكري والإبداع المسرحي، ورغم انشغاله بالتمثيل والتدريس، خاض تجربة الإنتاج مرة واحدة فقط في حياته من خلال مسلسل "احلم ولا يهمك" عام 2010، وكانت آخر مشاركاته الفنية في مسلسل "الوسواس" عام 2014، لكنه رحل قبل أن يُكمل عرض المسلسل، بعد أزمة صحية مفاجئة في القلب والمخ، تاركًا خلفه إرثًا فنيًا غنيًا ومسيرة يُحتذى بها.