«عرفات الرمز الذي مات واقفًا».. حكاية زعيم حمل فلسطين على كتفيه وأبى أن يسقط إلا شامخًا - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
«عرفات الرمز الذي مات واقفًا».. حكاية زعيم حمل فلسطين على كتفيه وأبى أن يسقط إلا شامخًا - بلس 48, اليوم الاثنين 4 أغسطس 2025 09:30 مساءً

وُلد محمد عبد الرؤوف القدوة الحسيني، الشهير بـ"ياسر عرفات"، في 24 أغسطس 1929 في القاهرة، ونشأ بين مصر والقدس وغزة. فقد والدته صغيرًا، وعاش طفولة قاسية صقلت مبكرًا شخصيته القيادية.

من قاهرة المعز إلى قلب فلسطين 

درس الهندسة المدنية في جامعة فؤاد الأول (القاهرة حاليًا)، حيث بدأ وعيه السياسي يتبلور مع اتساع الاحتلال البريطاني، وتصاعد المذابح الصهيونية في فلسطين.

705.jpeg
ياسر عرفات 

خلال دراسته، كان ينفق على نفسه من عمله في بيع الكتب والملصقات الوطنية، ويقضي لياليه في طباعة منشورات سرية عن القضية الفلسطينية.

المقاتل الذي حمل البندقية بيد وغصن الزيتون بالأخرى

في عام 1959، أسّس مع رفاقه حركة فتح، التي أصبحت لاحقًا العمود الفقري لمنظمة التحرير الفلسطينية.

قاد عرفات أولى العمليات الفدائية ضد الاحتلال عام 1965، ولم تمض سنوات حتى أصبح الوجه الأشهر للنضال الفلسطيني على مستوى العالم.

في عام 1974، ألقى ياسر عرفات خطابه التاريخي في الأمم المتحدة، وقال عبارته الخالدة:"أتيتكم أحمل غصن الزيتون بيد، وبندقية الثائر باليد الأخرى، فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي."

هذا الخطاب فتح الباب لاعتراف العالم بالقضية الفلسطينية، ومنح منظمة التحرير صفة "مراقب" في الأمم المتحدة.

في عين العاصفة: الانتفاضة الحصار و المفاوضات

قاد عرفات الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987، ثم شارك في مفاوضات أوسلو التي أسفرت عن تأسيس السلطة الوطنية الفلسطينية عام 1994، حيث أصبح أول رئيس منتخب للشعب الفلسطيني.

حصل على جائزة نوبل للسلام عام 1994، إلى جانب إسحق رابين وشيمون بيريز، بعد اتفاق أوسلو.

تعرض لحصار شديد في مقر المقاطعة برام الله بين 2002 و2004، وظل صامدًا رغم القصف والعزلة.

لم يرضخ للضغوط الأمريكية والإسرائيلية لتصفية القضية أو التنازل عن القدس.

وفاته الغامضة... ورائحة السم لا تزال عالقة

في أكتوبر 2004، تدهورت صحة عرفات بشكل مفاجئ، وتم نقله إلى مستشفى بيرسي العسكري بفرنسا، حيث توفي يوم 11 نوفمبر 2004 عن عمر ناهز 75 عامًا.

لم تُعلن أسباب وفاته بدقة، وظل الغموض يلف المشهد، خصوصًا بعد تقرير طبي سويسري رجّح تعرضه للتسمم بمادة البولونيوم المشع. 

ورغم التحقيقات، لم تُحاسب أي جهة على وفاته، وما زال الفلسطينيون يعتبرونه "شهيدًا" قُتل غدرًا بعد أن رفض الرضوخ.

ماذا قدم للقضية الفلسطينية؟

نقل القضية من الهامش إلى قلب الأمم المتحدة، وقاد مقاومة شعبية ومسلحة استمرت عقودًا ضد الاحتلال، ووحّد الفلسطينيين تحت علم واحد رغم الانقسامات، وحافظ على الثوابت الوطنية: القدس، اللاجئين، العودة، الدولة، إلى جانب حول الفلسطيني من لاجئ في المخيمات إلى صاحب حق معترف به دوليًا.

وفي سياق متصل، يقول الدكتور صائب عريقات قبل وفاته:"عرفات لم يكن مجرد رئيس، بل كان القضية بحد ذاتها... هو أول من علّمنا أن فلسطين ليست للبيع."

في قلوبهم حيّ لا يموت

رغم مرور 21 عامًا على رحيله، لا تزال صوره تُرفع في كل مظاهرة فلسطينية، وأشعاره تُردد على ألسنة الأطفال، وتاريخه محفور في كل رصاصة تُطلق من مقاوم.

أقام له الشعب الفلسطيني ضريحًا في رام الله، وسمّي مطار غزة الدولي باسمه، كما تحمل العديد من الميادين والجامعات والمخيمات اسمه تخليدًا لذكراه.

رجل لم يساوم... وترك التاريخ يتكلم

لم يكن ياسر عرفات مجرد زعيم، بل ضمير شعبه. قاتل، تفاوض، حوصر، وواجه الموت أكثر من مرة، لكنه لم يوقّع على بيع فلسطين.

اليوم، يبقى "أبو عمار" رمزًا لحلم لم ينكسر، ورجلاً عرف العالم باسمه... لأنه كان فلسطين ذاتها تمشي على قدميها

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق