تحت وقع المجاعة في غزة.. هل يغير الاعتراف بفلسطين قواعد اللعبة؟ - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تحت وقع المجاعة في غزة.. هل يغير الاعتراف بفلسطين قواعد اللعبة؟ - بلس 48, اليوم الاثنين 4 أغسطس 2025 04:58 مساءً

يتصاعد الاعتراف بدولة فلسطين في الغرب وسط أزمة إنسانية غير مسبوقة في غزة، حيث أعلنت فرنسا في يوليو أن قرارها الرسمي سيُعلَن خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر، لتصبح أول دولة من أعضاء مجموعة السبع تفعل ذلك، وفي بريطانيا، أعلن رئيس الوزراء أن الاعتراف مشروط بتنفيذ إسرائيل خطوات إنسانية تشمل وقف العدوان وإطلاق الرهائن وتحريك المعونات، أما في كندا، ربط رئيس الوزراء الاعتراف بتنظيم انتخابات عام 2026 دون مشاركة حماس وإصلاح السلطة الفلسطينية 

وفي المقابل استنكرت إسرائيل والولايات المتحدة هذه القرارات؛ نتنياهو وصفها بأنها “مكافأة للإرهاب”، بينما اعتبر وزير الخارجية الأميركي القرار “متهوراً” ويخدم دعايات حماس، في حين يرى الخبراء أن معظم هذه الاعترافات تبقى رمزية ما لم تصاحبها إجراءات اقتصادية ميدانية. إلى حين ذلك، يبقى التوافق الأميركي مع إسرائيل ثابتاً رغم الضغوط الدولية.

نحو الاعتراف

بحسب أحدث البيانات، يبلغ عدد الدول التي تعترف بفلسطين 147 من أصل 193 دولة أعضاء في الأمم المتحدة، ما يعادل نحو 75 % من دول العالم، مع غياب معظم أعضاء G7 الثلاثة (الولايات المتحدة واليابان وإيطاليا) عن قائمة المعترفين حتى منتصف 2025 ، وقد انضمت فرنسا رسمياً لزمرة الدول الداعمة، فيما أعلنت المملكة المتحدة وبريطانيا كندا خطوات رسمية مماثلة مع تحديد شروط نحو الاعتراف في سبتمبر.

الأزمة الإنسانية في غزة

يُقدر عدد ضحايا المجاعة والإهمال الطبي في غزة باتجاوز 60 ألف شهيد حتى مطلع أغسطس 2025، بينهم أكثر من 90 طفلًا فقط بسبب الجوع أو سوء التغذية، فيما تشير بيانات من الأمم المتحدة إلى أن حوالي 2.2 مليون من سكان القطاع يعانون أزمة غذائية. 

قرار تاريخي

في 24 يوليو، صرّح الرئيس الفرنسي ماكرون بأن فرنسا ستعترف رسمياً بالدولة الفلسطينية خلال دورة الأمم المتحدة في سبتمبر، موضحًا أن القرار «يرتكز على الالتزام بالقانون الدولي وبروح السلام العادل» ودعا إلى وقف فوري للنار وسحب المستوطنين وتعويض الضحايا المشردين ، وفي المقابل أشاد مسؤولون فلسطينيون بالخطوة، معتبرين أنها تمثل دعمًا سياديًا لقضيتهم.

الاعتراف المشروط

أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن الاعتراف سيُعلَن ما لم تقدم إسرائيل في غضون أسابيع «خطوات ملموسة» تشمل وقف الحصار والضم في الضفة الغربية وفتح الأمم المتحدة إمكانية إيصال المساعدات وإطلاق الرهائن ووقف الاستيطان، مع التأكيد أن الاعتراف ليس هدية إلى «حماس» التي تظل ضمن قائمة الإرهاب البريطانية .

الربط بالإصلاحات

أعلنت حكومة رئيس الوزراء مارك كارني أن اعتراف كندا بدولة فلسطين مرتبط بالتزامات السلطة الفلسطينية بتنظيم انتخابات عام 2026 دون مشاركة «حماس»، وإصلاح قضائي وتشريعي جاري تمهيدًا لنزع السلاح الكامل من القطاع، موضحًا أن هذا الأسلوب يعكس تحولًا في التوجه الدبلوماسي نحو انتهاج نهج أكثر توازنًا وكمكافئ دولي في القضايا الإقليمية .

ردود إسرائيل والولايات المتحدة

حسب نتنياهو فإن قرارات الاعتراف بالدولة الفلسطينية يمثل "مكافأة لهجوم حماس في 7 أكتوبر ويوثر على مصداقية حقوق ضحاياه" ، وعلى الجانب الأميركي، أعلن وزير الخارجية ماركو روبيو أن واشنطن «ترفض ذلك بشدّة، واعتبرته خطوة متهورة تخدم حملة حماس الدعائية» وانسحبت من مؤتمر يتناول حل الدولتين الذي دعت إليه فرنسا والسعودية في نيويورك 

الفيتو الأميركي 

أحبطت الولايات المتحدة رئيسية مشروع قرار في مجلس الأمن يوم 18 أبريل 2024 كان يوصي بقبول فلسطين كدولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة، حين استخدمت حق الاعتراض ضد القرار، رغم تأييد 12 دولة له وامتناع بريطانيا وسويسرا عن التصويت، مما يُظهر أن قرار الاعتراف الأميركي لا يزال ينتظر موافقة نتنياهو ومراكز النفوذ في واشنطن 

وفي المقابل فإن الإطار السياسي الغربي الذي تتقدمه فرنسا وبريطانيا وكندا يحمل مدلولًا رمزيًا يشير إلى تناقص النفوذ الأميركي الذي طالما صوب كافة القرارات الغربية نحو حماية إسرائيل، ومع ارتفاع صرخة الرأي العام في دولهم، بات الموقف الأميركي بمنزلة الدولة الوحيدة بين الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن التي لا تعترف بفلسطين، مما يزيد عزلة واشنطن دوليًا 

دعوات لعقوبات اقتصادية منظمة

في جلسة خاصة بالأمم المتحدة، دعا مايكل لينك، المقرر الخاص السابق لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، المجتمع الدولي إلى فرض حظر شامل على صادرات المنتجات المصنّعة في المستوطنات، وتعليق اتفاقات التجارة الحرة، ووقف تصدير التكنولوجيا والطائرات دون طيار لإسرائيل، موضحًا أن الضغط الاقتصادي هو السبيل الوحيد لكسر الجمود النووي الإسرائيلي .

ضغوط داخلية في أوروبا وكندا

يواجه ستارمر ضغوطًا داخل حزبه ومجتمع الجاليات اليهودية الذي يرى أن الاعتراف يجب أن يُربط بتحرير الرهائن وليس مجرد تهديد سياسي. أما في كندا، فألقت الديناميات الانتخابية (مجموع السكان العرب، الأبناء الأصغر سنًا، دوائر مترهلة انتخابيًا) بظلالها على اعتماد خط خارجي أكثر بعدًا عن واشنطن وابتعاده فعليًا عن نهج التبعية التقليدي .

سيناريو التغيير المحتمل

يشير خبراء إلى أنه إذا تحوّلت هذه الاعترافات المتزامنة إلى قبول أميركي معلن، قد تُفتح نافذة سياسية مهمة تُجبِر إسرائيل على إعادة تقييم خططها في الضفة وغزة،  كما أن توجه مؤثر لمجلسي النواب والشيوخ الأميركي نحو الاعتراف، مدعومًا بضياع ثقة النواب في الإدارة، قد يُولّد تحوّلًا دراماتيكيًا في السياسة الخارجية الأميركية تجاه النزاع. 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق