نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
«مؤثرون بلا محتوى»| كيف يصنع تيك توك نجوماً في لحظة؟ - بلس 48, اليوم الاثنين 4 أغسطس 2025 10:06 صباحاً
في مشهد الإعلام الرقمي المعاصر، لم يعد من الضروري أن تمتلك موهبة حقيقية أو قضية هادفة لتصبح نجمًا معروفًا ومقطع فيديو مدته 15 ثانية فقط، قد يتحول شخص مغمور إلى "مؤثر" يتابعه الملايين على منصة تيك توك ولكن ما الذي يحدث حين يصبح التأثير خاليًا من المضمون؟
صعود تطبيق تيك توك منذ عام 2020 مثل تحولًا جذريًا في صناعة المحتوى الرقمي بفضل خوارزمياته المصممة لدفع الفيديوهات القصيرة إلى أكبر عدد من المشاهدات في وقت قصير، استطاع كثيرون أن يصعدوا بسرعة الصاروخ، حتى وإن كان محتواهم قائمًا على الرقص العشوائي، المقالب المصطنعة، أو التحديات الفارغة.
وتشير دراسات مطروحة مؤخرًا إلى أن تيك توك لا يعتمد بالأساس على عدد المتابعين، بل على مدى تفاعل الجمهور مع الفيديو، ما يفتح الباب أمام أي شخص – بغض النظر عن مستواه الفكري أو الإبداعي – للوصول إلى ملايين المستخدمين، دون أي اعتبار للقيمة أو الرسالة.
في هذا المناخ، أصبح كثير من الشباب يركضون خلف "التريند" دون وعي، محاولين تقليد المحتوى السطحي طمعًا في الشهرة السريعة ولم تعد الرسالة أو الجودة أمرًا ضروريًا، بل أصبحت الأهمية محصورة في مدى قدرة الفيديو على جذب الانتباه في الثواني الأولى.
ورغم وجود محتوى قيم وإبداعي على تيك توك، إلا أنه غالبًا ما يهمش لحساب المحتوى السريع والهابط ،مما يطرح تساؤلات حول دور المنصة في تشكيل ذوق الجمهور، وخاصة الأجيال الأصغر سنًا.
يرى الإعلامي والناقد الرقمي دكتورعمرو طه أن تيك توك "يعيد تعريف النجومية" بطريقة تهدد مفاهيم الثقافة العامة ويقول: "نحن أمام جيل يتعرض يوميًا لكم هائل من المحتوى غير المنضبط، وهذا قد يترك آثارًا عميقة على التفكير والسلوك وطرق التعبير."
لكن هل المشكلة في تيك توك نفسه، أم في استخدام الناس له؟ وهل ينبغي علينا لوم المنصة، أم إعادة النظر في مفهومنا للنجاح والشهرة والتأثير؟
المؤكد أن العصر الرقمي غير قواعد اللعبة، وأصبح "المؤثر" اليوم لا يحتاج سوى كاميرا وهاتف وذكاء في جذب الانتباه، أما الرسالة؟ فقد تكون آخر ما يُفكر فيه.
0 تعليق