في إطار سعيها لتوسيع شبكة إمدادات الغاز الطبيعي وتعزيز أمن الطاقة، أعلنت شركة الغاز المتكاملة العمانية، المملوكة للدولة، عن موافقتها على تنفيذ مشروع خط أنابيب غاز جديد بقيمة 105 ملايين ريال عماني "أي ما يعادل 272.73 مليون دولار أمريكي".

ويعد هذا المشروع جزءًا من رؤية طويلة الأمد تهدف إلى تطوير وتعزيز شبكة وطنية للغاز أكثر مرونة وكفاءة واستدامة وجودة، تلبي وتغطي كافة متطلبات الحاضر وتستشرف احتياجات المستقبل.

وفي خطوة تعكس الثقة في الكفاءات الإقليمية والمحلية، فازت شركة بتروجيت المصرية وشركاؤها بعقد تنفيذ أعمال المشروع، بعد عملية مناقصة تنافسية.

تمديد الشبكة الوطنية بنسبة 4.5%
ووفقا لوكالة الأنباء العمانية، فإن خط الأنابيب الجديد سيساهم في زيادة طول شبكة الغاز الوطنية بنسبة 4.5%، ويمثل 9.5% من القيمة الأساسية للأصول الخاضعة للتنظيم، ما يعكس أهمية المشروع في البنية الأساسية للطاقة في السلطنة.

ويمتد المشروع من منطقة فهود بولاية عبري بمحافظة الظاهرة إلى ولاية صُحار بمحافظة شمال الباطنة، ويشمل وصلة جانبية إضافية مخصصة لخدمة المنطقة الصناعية في عبري، مما يعزز من قدرة السلطنة على تلبية الطلب المتزايد في المناطق الاقتصادية الحيوية.

تغذية المشاريع الصناعية في صُحار بـ13 مليون متر مكعب يوميا
وفي تصريح لوكالة الأنباء العمانية، قال عبد الرحمن بن حميد اليحيائي، الرئيس التنفيذي لشركة الغاز المتكاملة، إن المشروع سيغذي ميناء صُحار الصناعي بحوالي 13 مليون متر مكعب من الغاز يوميا، مشيرا إلى أن هذه الكمية مخصصة لتلبية احتياجات المشروعات الصناعية التي يُتوقع إقامتها في المرحلة القادمة.

وأكد اليحيائي أن المشروع “يمثل محطة بارزة ضمن رؤية الشركة طويلة الأمد”، وأنه يعزز قدرة سلطنة عمان على ترسيخ مكانتها كمركز إقليمي للطاقة، فضلا عن دوره في خلق فرص عمل جديدة، وتعزيز الاستثمار المحلي، ودعم التحول نحو الطاقة النظيفة.

تنفيذ المشروع.. شراكات دولية ومحلية
وبصفتها الجهة الحصرية لإصدار أوامر نقل الغاز في السلطنة، منحت شركة الغاز المتكاملة الموافقة الكاملة على تنفيذ المشروع، وأسندت المهمة إلى شركة أوكيو المحلية لشبكات الغاز، المالكة والمشغلة للبنية الأساسية لنقل الغاز.

وبعد عملية مناقصة تنافسية، فازت شركة “بتروجيت وشركاؤها” المصرية بعقد تنفيذ أعمال الهندسة والمشتريات والإنشاء، بينما تم إسناد عقد توريد الأنابيب إلى شركة “جيندال ساو ليمتد” الهندية. ومن المتوقع الانتهاء من المشروع خلال 24 شهرا.

مشروع يعكس تحولات استراتيجية في قطاع الطاقة العماني

ويعكس هذا المشروع تحولات استراتيجية في سياسات الطاقة الوطنية العمانية، حيث بات من الواضح أن السلطنة تسعى إلى بناء منظومة طاقة موثوقة وفعالة تدعم طموحاتها الصناعية والاقتصادية، وتستجيب في الوقت ذاته للتحولات العالمية نحو الاستدامة والطاقة النظيفة.

واختتم اليحيائي تصريحاته بالتأكيد على أن المشروع سيعزز قدرة الشركة على تحقيق رؤيتها في تطوير شبكة غاز مرنة وآمنة، وأنه يمثل دافعا إضافيا لجذب الاستثمارات وتعزيز المحتوى المحلي في قطاع الطاقة.