أثرياء.. "ربات البيوت" - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
أثرياء.. "ربات البيوت" - بلس 48, اليوم الأحد 3 أغسطس 2025 09:12 مساءً

منذ أيام ألقت أجهزة الأمن القبض على سيدتين بتهمة نشر مقاطع فيديو بمواقع التواصل الاجتماعي تتضمن بعض الألفاظ الخادشة للحياء، جاء ذلك على خلفية ورود عدد من البلاغات ضد صانعتي المحتوى بالخروج على الآداب العامة، بالإضافة إلى إساءة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي.

السيدتان هما من ربات البيوت، واللتان ظهر عليهما الثراء الفاحش منذ فترة قليلة، اعترفتا بنشر مقاطع فيديو من أجل الحصول على مشاهدات عالية وتحقيق الأرباح، وهى الظاهرة التى استشرت فى الآونة الأخيرة، وأصابت ما يسمون بـ"البلوجرز" بالهوس نتيجة الثروات الطائلة التى تهبط عليهم فجأة من مجرد تصوير فيديوهات تتعرض للحياة الخاصة، بشكل ينتهك "حرمة البيوت" بدون أي رادع من دين أو أخلاق..

خلال السنوات القليلة الماضية انتشرت حمى "الترند"، وأصبحت كاميرا أى موبايل محدود الإمكانات، تستطيع من خلالها الانتقال إلى عوالم من التفاعل مع أناس لا تعرفهم، وحصد الملايين من المشاركات والإعجاب بما تقدمه، وبالتالي حصد الملايين من الجنيهات بل والدولارات أيضا، وهو ما تابعناه لـ "ربات بيوت" محدودات الإمكانات، وقد تحولن إلى سيدات "ثريات" يسكن الفلل ويتنقلن بالسيارات الفارهة ويستقدمن الخادمات، ويستعرضن المصوغات الذهبية المبالغ فى أحجامها وكمياتها، كل ذلك بفضل فضاء السوشيال ميديا الذى أصبح الكثيرون يلهثون وراءه..

فوضى السوشيال ميديا التى أصابت الكثيرين بـ"الهوس" لم يقتصر تأثيرها على صانع المحتوى الذى استباح خصوصيات حياته وحرمة بيته ونشرها على الملأ، رغبة فى جني المزيد من الأموال، ولكنها أثرت أيضا على

المتلقي الذى أدمن المشاهدة وأعتاد عليها بعد أن تسللت كالمخدر إلى عقله وسيطرت عليه وعملت شيئا فشيئا على تفتيت الثوابت والقيم، وهو ما تابعته منذ فترة لصفحات بعض السيدات وكانت فى البداية عبارة عن استعراض مهارات الطبخ، ولكن مع تتابع الحلقات وزيادة عدد زوار الصفحات تطور الأمر بكثير منهن، وتطرقن إلى موضوعات ومسائل شخصية غاية فى الخصوصية، وهو ما دفعني إلى إلغاء المتابعة لكل تلك الصفحات التى تمر أمامي على الفيسبوك من دون أن أبحث عنها.

الأرباح الخيالية التى يحققها هؤلاء "اليوتيوبرز" يبدو أنها أصابتهم بالهوس، فاستباحوا خصوصياتهم لنشرها على الملأ، غير عابئين بتأثير ذلك على حياتهم الشخصية، ولا انعكاسات ذلك على الآخرين، فالمال هو المبتغى والمراد ومن أجله يهون كل شيء، ولِمَ لا وقد تحولت حياتهم من "العدم" إلى اليسر والرخاء والغني الفاحش..

ظاهرة اليوتيوبرز بدأت فى مصر منذ عدة سنوات، لكنها أصبحت منتشرة على نطاق واسع خلال الآونة الأخيرة، ورأينا كيف حقق عدد كبير منهم وباختلاف المحتوى الذى يقومون بتقديمه شهرة واسعة حتى تخطى المليون متابع على حساباتهم بالمنصات المختلفة، كما حققت القنوات الخاصة بهم عبر اليوتيوب ملايين الجنيهات من الأرباح، والغريب أن نسب الإقبال على المشاهدة تزداد يوما بعد يوم، ومن معظم شرائح المجتمع، وحتى من العاملين فى مجال الإعلام أنفسهم.

وان كانت هذه الصفحات تواجه فى بعض الأحيان انتقادات واسعة، إلا أن تلك الانتقادات تساهم فى نسب مشاهدة عالية أيضا، وهو ما لا يستطيع أي صاحب محتوى جاد الوصول إليه، وكم رأينا من محاولات لمثقفين كبار وإعلاميين محترفين لعمل قنوات خاصة بهم على "اليوتيوب"، ولكنها للأسف

لم تحقق إلا نسب مشاهدة ضئيلة جدا مقارنة بقنوات "أم فلان" و"أم فلانة" التى تقطر جهلا، ولكنها تجذب المتابعين، وهى الظاهرة التى عجزت شخصيا عن تفسيرها، وأعتقد أن أساتذة الإعلام أنفسهم لم يستطيعوا تفسيرها.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق