انقسام في إسرائيل.. خلاف حاد بين الحكومة والجيش حول العمليات في غزة - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
انقسام في إسرائيل.. خلاف حاد بين الحكومة والجيش حول العمليات في غزة - بلس 48, اليوم الأحد 3 أغسطس 2025 07:23 مساءً

في تطور جديد، تصاعدت الضغوط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعد أن تلقى دعوة مباشرة من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب للتوصل إلى اتفاق شامل مع حركة «حماس» «بأي ثمن» أو شن عملية عسكرية واسعة النطاق للقضاء عليها. وتزامن ذلك مع إعلان وسائل إعلام إسرائيلية أن ترمب وعد بمنح إسرائيل «ضوءاً أخضر» لمواصلة عملياتها العسكرية دون قيد، في حال فشلت المحادثات، متعهداً بإرسال وفد عسكري أميركي إلى تل أبيب بعد الحرب لوضع خطة مشتركة لـ«تصفية الحركة فعلياً».

وبينما يستعد المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت) للاجتماع هذا الأسبوع، وسط ضغوط من وزراء اليمين لشنّ اجتياح بري جديد يشمل مناطق يُعتقد بوجود الرهائن فيها، عبّرت المؤسسة العسكرية عن معارضتها لهذا التوجه، محذّرة من التسرّع في اتخاذ قرارات «قد تكون عواقبها باهظة»، بحسب ما نقلته «هيئة البث الإسرائيلية» (كان 11). وقالت مصادر عسكرية إن الجيش «بانتظار تعليمات واضحة»، لكنه لا يشارك الحكومة تفاؤلها بشأن فاعلية العمليات البرية في تحقيق الأهداف.

رهائن من تحت الأرض

الشرارة التي أعادت الملف إلى الواجهة كانت تسجيلين مصورين بثتهما حركة «حماس» و«الجهاد الإسلامي» نهاية الأسبوع، يظهر فيهما الرهينتان الإسرائيليتان إفيتار دافيد وروم براسلافسكي، وهما في حالة هزال واضحة، يتحدثان من داخل أنفاق ضيقة، ويرويان كيف يقتصر طعامهما على وجبات من العدس أو الفول، ويتوسلان الإفراج عنهما. أحد التسجيلين أظهر دافيد وهو يحفر بيديه ما وصفه بـ«قبره»، في مشهد وصفته القناة 12 بـ«المروع»، وأدى إلى استثارة تعاطف ترمب وقيادات أخرى في الغرب.

ورغم أن «حماس» و«الجهاد» أكدتا أن المحتجزين يتلقون نفس الطعام والماء الذي يحصل عليه الحراس في ظل واقع المجاعة الشاملة في القطاع، شنت الحكومة الإسرائيلية حملة دعائية مضادة، متهمة الفصائل باستخدام الجوع كسلاح نفسي. واستندت إلى شهادة طال شوهم، أحد الأسرى المحررين، الذي قال إنه رأى «مقاتلي حماس يتناولون كل ما لذ وطاب» داخل الأنفاق، فيما يتضوّر الرهائن جوعاً.

ضغوط داخلية تتصاعد

في الداخل الإسرائيلي، لم تمرّ هذه التطورات دون رد شعبي،  مساء أمس السبت، غصّت شوارع تل أبيب ومدن أخرى بآلاف المتظاهرين الذين طالبوا بإبرام صفقة شاملة تُنهي الحرب وتعيد الرهائن. ورُفعت شعارات تنتقد أداء الحكومة وتتهمها بالمماطلة، فيما برزت مشاهد رمزية مثل محتجين استلقوا على الأرض أمام وزارة الدفاع، إلى جانب أعلام إسرائيلية ممزقة، تعبيراً عن الاستياء الشعبي، وقال زعيم المعارضة يائير لابيد في تغريدة:  إن إسرائيل لا يمكنها أن تستمر في حرب لا تؤيدها أغلبية الشعب. وأضاف أن «شرط الحرب دائماً كان وجود إجماع داخلي، وهذا لم يعد قائماً الآن»، داعياً إلى إنهاء الحرب والتركيز على إعادة الرهائن.

لا يوجد حوار

وعلى الرغم من استمرار الوساطة القطرية المصرية بدعم أميركي، إلا أن المؤشرات القادمة من تل أبيب لا توحي بوجود انفراجة قريبة. فوفقاً لمصادر في المؤسسة الأمنية تحدثت لـ«القناة 12»، لا يوجد حوار جاد بين إسرائيل و«حماس»، بل مجرد اتصالات تقنية لا ترقى إلى مستوى التفاوض. وتؤكد المصادر أن «الهوة بين المواقف ما زالت كبيرة، إذ تصرّ إسرائيل على نزع سلاح الحركة وانهيارها الكامل، فيما تشترط (حماس) تحسين الوضع الإنساني قبل أي نقاش».

وترى حكومة نتنياهو أن تل أبيب قدّمت ما يكفي من التنازلات، مشيرة إلى «فيض من المساعدات الإنسانية» دخل القطاع مؤخراً، وهو ما تعتبره دليلاً على مرونتها، بينما تكذّب الصور القادمة من غزة هذه الرواية، مع استمرار سقوط القتلى أثناء محاولات الحصول على الغذاء.

أميركا تراقب

في ظل هذا الجمود، تراقب واشنطن الموقف دون ممارسة ضغوط فعلية على حليفتها. فبحسب مصادر مقربة من عائلات الأسرى، لم يضغط المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف على إسرائيل خلال زيارته الأخيرة، بل اكتفى بـ«تقييم الوضع الإنساني» دون التطرق لتفاصيل المفاوضات. ومع ذلك، قالت «يديعوت أحرونوت» إن ترمب يميل إلى الحل السياسي، لكنه مستعد لدعم الخيار العسكري إذا اقتضى الأمر.
وفي السياق ذاته، كشف مصدر دبلوماسي أن المقترح الأميركي المطروح حالياً يتضمن نزع سلاح «حماس»، الإفراج عن جميع الرهائن، وتشكيل إدارة مؤقتة في غزة بقيادة أميركية في اليوم التالي لوقف إطلاق النار، مع منح «حماس» مهلة زمنية محددة للامتثال.

الرقم الحاسم

في كل هذا الجدل، يبقى مصير الرهائن هو المحور الأساسي. إسرائيل تقول إن 50 رهينة لا يزالون في قبضة «حماس» وجماعات أخرى، 20 منهم على الأقل يُعتقد أنهم أحياء. والضغط الشعبي المتزايد لإعادتهم، يجعل نتنياهو في مأزق داخلي متنامٍ، خاصة مع تآكل ثقة الجمهور، واستمرار التوتر بين القيادة السياسية والمؤسسة العسكرية.
في الوقت الذي يتصاعد فيه الغضب في الشارع، ويزداد الضغط من الخارج، يبدو أن إسرائيل تقف أمام منعطف استراتيجي، قد يُحدّد مستقبل الحرب في غزة، وشكل العلاقة بين الحكم والشعب في الداخل.
---
المصادر: الشرق الأوسط، رويترز، يديعوت أحرونوت، القناة 12، هيئة البث «كان 11».

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق