وسط حضور مهيب وتفاعل صادق من أبناء الجاليات المصرية حول العالم، انطلقت الجلسة الأولى لمؤتمر "المصريين في الخارج"، اليوم الأحد، تحت عنوان "جهود الدولة في رعاية المصريين بالخارج"، بمشاركة عدد من أبرز الوزراء والمسؤولين المعنيين بملفات المصريين خارج الوطن.

مشاركة رفيعة.. الدولة تخاطب أبناءها وجهاً لوجه

ترأس الجلسة الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، وشاركه المنصة عدد من الوزراء: الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان، الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، محمد جبران، وزير العمل. 

شهدت الجلسة حضورًا واسعًا من أبناء الجاليات المصرية من أوروبا، الخليج، أمريكا، وأفريقيا، في رسالة رمزية على عمق الارتباط بين مصر وأبنائها أينما كانوا.

خطة وطنية شاملة لاحتضان المصريين بالخارج

استعرض المشاركون من الوزراء جهود الدولة المصرية في السنوات الأخيرة لدعم حقوق المصريين بالخارج وتعزيز مشاركتهم في الحياة الاقتصادية والتنموية، من خلال تطوير آليات الرعاية الصحية وتوفير التأمين الصحي الشامل للجاليات، وتسهيل عمليات نقل الخبرات والكفاءات من الخارج إلى الداخل، العمل على تقديم حوافز استثمارية وسكنية من خلال مبادرات مثل "بيتك في مصر" و"بيت الوطن"، ووضع استراتيجية وطنية للتنمية الصناعية تستوعب الكفاءات المصرية في الخارج، بالإضافة دعم برامج تأهيل العمالة المصرية بما يتماشى مع احتياجات السوق الدولية

نقاشات حقيقية ومقترحات من القلب

شهدت الجلسة حوارًا مفتوحًا بين الوزراء والمشاركين من أبناء الجاليات، حيث طرح المغتربون تساؤلات واقعية ومقترحات جادة حول تسهيل إجراءات الاستثمار وإنشاء الشركات للمغتربين، إلى جانب دعم المدارس المصرية في الخارج، وتسوية مشكلات الإقامة ونقل المعاشات، بالإضافة تفعيل الربط الإلكتروني مع مؤسسات الدولة وإنشاء منصات موحدة للتواصل مع الوزارات المعنية

وأكد الوزير بدر عبد العاطي أن هذه المقترحات "ستُرفع مباشرة إلى القيادة السياسية لدراستها وتنفيذ ما يمكن تحقيقه منها في أسرع وقت".

مصر تتحدث بلغة أبنائها… وحضور الجاليات يبعث على الفخر

وفي السياق ذاته، قال الدكتور خالد عبد الغفار أن: "الاستثمار في المواطن المصري بالخارج لا يقل أهمية عن أي مشروع قومي… أنتم سفراؤنا الطبيعيون في العالم."

وأكد الفريق كامل الوزير أن مشاريع النقل والصناعة تستوعب مشاركة المصريين بالخارج، وأن الدولة توفر منصات رقمية لتسهيل مساهمتهم الفعلية، قائلًا:"مصر مش بس بتبني طرق… مصر بتبني علاقة جديدة بين الوطن وأبنائه."

مصر لا تنسى أبناءها مهما ابتعدت المسافات

في مؤتمر عنوانه "الثقة والانتماء"، تجسدت رؤية مصر الحديثة في أوضح صورها: وطن لا يُغلق بابه، ووزراء يتحدثون من القلب، وجاليات ترى وطنها في عيون الحاضرين.

"المصري في الخارج ليس مجرد مغترب... بل هو شريك في الحلم، وصوت في التخطيط، وعين للوطن في كل ركن من العالم."

هذا المؤتمر ليس مجرد فعالية، بل وثيقة محبة وتجديد للعهد بين مصر وأبنائها اينما كانوا.