في مشهد يبعث على الطمأنينة، تزايد عدد المصريين الذين يحرصون على ممارسة رياضة المشي في الصباح الباكر، خاصة في الحدائق العامة والكورنيش وتحول الأمر إلى عادة يومية لدى الكثيرين من الأشخاص، سواء كبار السن أو الشباب، ومن أجل تحسين الصحة الجسدية والنفسية وقد بدأت بعض المبادرات الأهلية في تنظيم مجموعات مشي أسبوعية في أماكن مثل حديقة الأزهر وحديقة أنطونيادس بالإسكندرية وأشار أطباء إلى أن المشي المنتظم يساعد في تقليل التوتر، وتحسين الدورة الدموية، والوقاية من الأمراض المزمنة، مؤكدين أهمية الاستمرارية ولو لفترات قصيرة.

شهدت الآونة الأخيرة في مصر تزايدًا ملحوظًا في إقبال المواطنين على رياضة المشي في الصباح الباكر، خاصة في المدن الكبرى مثل القاهرة والإسكندرية، وأيضًا في المحافظات ذات الطبيعة الهادئة ،فقد تحول المشي من مجرد وسيلة للتنقل أو نشاط فردي، إلى عادة صحية جماعية يمارسها الأفراد من مختلف الأعمار، مدفوعين بالرغبة في تحسين الصحة العامة، والتخلص من التوتر، والابتعاد عن نمط الحياة الخامل.

يرى الأطباء وخبراء التغذية أن المشي صباحًا يعد من أبسط وأفضل أنواع الرياضة، لما له من فوائد جسدية ونفسية متعددة، فهو يحسن من أداء القلب، ويعزز الدورة الدموية، ويساعد في خفض الوزن، كما يحسن الحالة المزاجية ويقلل من مستويات التوتر والقلق وقد أصبح كثير من المواطنين يبدؤون يومهم بجولة مشي قصيرة في الحدائق العامة، أو على كورنيش النيل، أو في المناطق السكنية الهادئة.

وقد ساعد على انتشار هذه العادة وجود مبادرات مجتمعية ومجموعات على وسائل التواصل الاجتماعي تنظم فعاليات للمشي الجماعي في الصباح، خاصة في عطلات نهاية الأسبوع ،كما أن بعض الأندية الرياضية والمراكز الصحية أصبحت تخصص برامج للمشي تناسب جميع الأعمار، ما شجع مزيدًا من الناس على الانضمام.

اللافت أن هذه الظاهرة لم تقتصر على فئة الشباب فقط، بل أصبح العديد من كبار السن يمارسون المشي بانتظام، لما وجدوه فيه من فوائد في تخفيف الآلام المزمنة وتحسين مرونة الجسم، كما بدأت بعض المدارس تشجع الطلاب على ممارسة المشي في الصباح قبل بدء اليوم الدراسي، في إطار اهتمامها بصحة الطلاب الجسدية والنفسية.

ثقافة صحية جديدة تنمو بهدوء

يُعد الإقبال المتزايد على رياضة المشي دليلاً على ارتفاع الوعي الصحي لدى المواطنين، واهتمامهم بأسلوب الحياة المتوازن فمع الضغوط اليومية المتزايدة، أصبح الناس يبحثون عن طرق بسيطة وفعالة للحفاظ على صحتهم، دون الحاجة إلى معدات رياضية أو تكاليف باهظة. 

انتشارعادة المشي في الصباح يمثل تحولًا إيجابيًا في السلوك المجتمعي نحو نمط حياة أكثر نشاطًا وصحة وإذا استمرت هذه العادة في التوسع، خاصة مع دعم مؤسسي من الجهات الصحية والتعليمية، فقد تكون نواة لحركة صحية أوسع تُسهم في تقليل الأمراض المرتبطة بقلة النشاط، وتحسين جودة الحياة بشكل عام في مصر.