شهدت أسعار الذهب العالمية ارتفاعًا مفاجئًا خلال الأيام الأخيرة، مما أثار تساؤلات المستثمرين والمستهلكين على حد سواء بشأن دوافع هذه القفزة وأثرها المتوقع على الأسواق المحلية، لا سيما في مصر. 

الذهب يعود إلى صدارة خيارات التحوط المالي

يأتي هذا التحرك الذي يرصده تحيا مصر في وقت تتزايد فيه التوترات الجيوسياسية وتتراجع شهية المخاطرة، مما يعيد المعدن النفيس إلى صدارة خيارات التحوط المالي.

الأسباب العالمية لصعود أسعار الذهب

تصاعد التوترات الجيوسياسية:
عادت الأزمات في بعض المناطق الساخنة حول العالم، وخاصة في الشرق الأوسط وآسيا، لتلقي بظلالها على ثقة المستثمرين، مما دفعهم للاتجاه نحو الذهب كملاذ آمن.

تراجع الدولار الأمريكي:
شهد الدولار الأمريكي بعض التراجعات بعد بيانات اقتصادية أضعف من المتوقع، مما عزز جاذبية الذهب المقوم بالدولار بالنسبة لحائزي العملات الأخرى.

الرهان على خفض أسعار الفائدة:
تشير توقعات الأسواق إلى إمكانية اتجاه بعض البنوك المركزية الكبرى، وعلى رأسها الفيدرالي الأمريكي، لتخفيف السياسة النقدية خلال الربع الأخير من 2025، ما يعزز الطلب على الذهب.

ارتفاع الطلب من البنوك المركزية:
استمرت العديد من البنوك المركزية، خصوصًا في الأسواق الناشئة، في زيادة احتياطياتها من الذهب كجزء من استراتيجية تنويع الأصول وتقليل الاعتماد على الدولار.

 تأثير الارتفاع العالمي على سوق الذهب في مصر

زيادة الأسعار المحلية:
انعكس الارتفاع العالمي بشكل مباشر على السوق المصري، حيث شهدت أسعار الأعيرة المختلفة، خاصة عيار 21 وعيار 24، صعودًا ملحوظًا خلال اليومين الماضيين.

تأثر حركة الشراء:
تسبب ارتفاع الأسعار في تباطؤ نسبي لحركة الشراء من جانب الأفراد، خاصة بعد موجة من الاستقرار النسبي التي شجعت على الشراء خلال الأسابيع الماضية.

استمرار جاذبية السبائك:
لا تزال سبائك الذهب، خصوصًا ذات الأوزان الصغيرة مثل 10 جرامات، تحظى بإقبال واسع من قبل المستثمرين المحليين الذين ينظرون إلى الذهب كوسيلة آمنة للتحوط من التضخم وتقلبات العملة.

 التوقعات خلال الفترة المقبلة

يرجح أن تظل أسعار الذهب تحت ضغط عوامل دولية، ما بين ترقب لقرارات البنوك المركزية، وأداء الدولار، والتطورات السياسية والاقتصادية في المناطق الحساسة.

في السوق المصري، ستظل الأسعار مرهونة إلى حد كبير بالتغيرات العالمية وسعر صرف الجنيه أمام الدولار، فضلًا عن مستويات الطلب والعرض محليًا.