رقصة الموت الأخيرة! - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
رقصة الموت الأخيرة! - بلس 48, اليوم الجمعة 1 أغسطس 2025 04:40 مساءً

كان كل يوم يمر يؤكد أننا أمام تنظيم غبي بلا عقل، أو قلب أو ضمير، تنظيم لا يفهم ولا يستوعب دروس الحاضر أو عظات التاريخ، تنظيم «غير وطني»، ظل على مدى 90 عامًا يصارع الأنظمة الحاكمة على كرسي الحكم، متخذًا من القضية الفلسطينية غطاءً، ومن العداء لإسرائيل ستارًا، فى الوقت الذى ينفذ فيه أهداف الصهيونية باستهداف وتشويه الجيوش الوطنية.

اليوم يتاجر «الإخوان» بالدماء الفلسطينية، لتوجيه الدفة باتجاه الهجـوم على مصر، راحت الجماعة الإرهابية - وزبانيتها حول العالم - تصب جام غضبها على النظام المصري - المتهم زورًا بالتقصير - وتغض الطرف أو تتحدث باستحياء عن العدو الإسرائيلي - المجـرم الحقيقي - لتصبـح القضية، هى التقصير المصري وليس العدوان الصهيوني.

اليوم يعيد «الإخوان» للأذهان، علاقتهم بالاحتلال البريطاني، وترحيبهم بالعدوان الثلاثى على مصر، وفصل أعضاء الجماعة الذين طالبوا بالانضمام للدفاع الشعبي لمواجهة العدوان.

اليوم يرقص تنظيم الإخوان الإرهابي «رقصة الموت الأخيرة»، ويذبح نفسه، وهو يتبنى الرواية الإسرائيلية التى تتهم مصر بحصار أهالي غزة، بل يرفع «صبيانه» العلم الصهيوني أمام السفارة المصرية فى تل أبيب مطالبًا مصر بفتح معبر رفح!.. بالتزامن مع حملات مسمومة لحصار وإغلاق السفارات المصرية في البلدان الغربية!.

فى بداية التسعينيات، كانت المنطقة العربية تعيش مأساة «احتلال العراق للكويت»، حالة من الإحباط وعدم الاتزان أصابتنا ونحن نشاهد تدمير الجيش العراقي أحد أقوى الجيوش العربية، وحصار شعب العراق أحد أعرق الشعوب العربية.

وقبل أن نتجاوز مأساة «عاصفة الصحراء»، جاء «مؤتمر مدريد» الذي دعا إليه «بوش الأب»، ثم جاءت «اتفاقية أوسلو» التي تم توقيعها بين منظمة التحرير الفلسطينية والكيان الصهيوني 13 سبتمبر 1993 في واشنطن، بحضور شيمون بيريز وياسر عرفات وتحت رعاية الرئيس الأمريكي بيل كلينتون، وقد سميت الاتفاقية بـاسم العاصمة النرويجية «أوسلو» التى استضافت المباحثات السرية بين الطرفين فى 1991.

وقتها كنا طلابًا فى الجامعة، هتفنا ضد «ياسر عرفات»، و«منظمة التحرير الفلسطينية»، في الوقت الذي كنا نهتف فيه لـ«أحمد ياسين» و«حركة حماس»، تصدرت «حماس» المشهد واستمرت سنوات طويلة، تمثل المقاومة في مواجهة الاحتلال.

ظلت «حماس» أيقونة المقاومة، حتى انقلبت على السلطة الفلسطينية في 2007، والمشكلة لم تكن فقط فى الانقلاب، الذي قسم الشعب الفلسطيني ودخل بالقضية إلى نفق مظلم، لكن أيضًا فى ممارسات ميليشيات «حماس» بعد الانفراد بالسلطة فى القطاع، ومشاهد رمي الفلسطينيين المنتمين لحركة «فتح» من فوق أسطح المنازل فى غزة، وتكسير عظامهم وسحلهم والتمثيل بجثثهم، لا تفارقنى حتى اليـوم، خصوصـًـا وأنى قـابلت بعض الجرحى والمصابين جراء ذلك، واستمعت لهم أثناء تلقيهم العلاج فى «مستشفى الهلال» و«معهد ناصر» بالقاهرة، لقد سمعت منهم ما لم أكن أتوقعه.. بالفعل كانت مشاهد وتفاصيل مفزعة.

سألت نفسى وقتها: هل هناك علاقة بين انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من غزة في 2005 وبين الانقلاب فى 2007؟!، واتسعت دائرة السؤال: هل هناك علاقة بين الصفقة الأمريكية مع جماعة الإخوان فى العـراق، التي جاءت بـ«حكومة بول بريمر»، وبين انقلاب «حماس» على السلطة الفلسطينية وعزل قطاع غزة عن الضفة الغربية أم لا؟!.

ففى فبراير 2005 قررت الحكومة الإسرائيلية - وبأغلبية كبيـرة - الانسحاب من غزة، قبلها فى 2004 تخلص الكيان الصهيوني من القيادات الفلسطينية التاريخية، أحمد ياسين، وعبد العزيز الرنتيسى، وياسر عرفات، لتبدأ القضية الفلسطينية مرحلة خطيرة، يسيطر عليها الاقتتال الداخلي، وتتوجه أسلحة فصائل المقاومة إلى بعضها البعض.

هنا برز الصراع بين «السلطة» و«الحكومة»، وتحوَّل الأمر إلى مواجهات فى الشوارع بين المنتمين لـ«فتح» والمحسوبين على «حماس»، حرب راح ضحيتها العشرات بل المئات من الفلسطينيين، طرفاها «كتائب شهداء الأقصى» و«كتائب عز الدين القسام»، حتى اتخذت «حماس» قرارها فى منتصف يونية 2007 بالانقلاب على السلطة الوطنية والانفصال بقطاع غزة.

وبعد 25 يناير أصبحت الصورة أكثر وضوحًا، بعد ما شاهدنا ما يسمى بالعروض العسكرية لـ«حماس»، على الحدود المصرية، تحولت «حماس» إلى خنجر مسموم يحاول النيل من الجيش المصري، لصالح «الجماعة»، بل أصبح عدد الشهداء من الجيش والشرطة المصرية بسيناء بعد ثورة 30 يونيو، يفوق عدد قتلى جنود الاحتلال الإسرائيلى فى سنوات.

ومع اندلاع المواجهات في غزة بعد السابع من أكتوبر 2023، تناست مصر مواقف «حركة حماس» وانحيازها لجماعة الإخوان الإرهابية، بل وتطاولها على الجيش المصري، تناسى المصريون القناصة الذين وقفوا أعلى بناية المقر العام لجماعة الإخوان فى المقطم وقتلوا المتظاهرين، تناسوا القناصة الذين وقفوا على أسطح عمارات ميدان التحرير واستهدفوا الثوار لإشعال الأوضاع، وجر البلاد إلى حرب أهلية، تناسى المصريون اقتحام السجون ومقرات الشرطة.

بالطبع لم ينسَ المصريون الجنود الستة عشر الذين قُتلوا فى سيناء غدرًا والطعام فى حلوقهم أثناء الإفطار فى رمضان، وغيرهم من شهداء الوطن فى مواجهة الإرهاب، لكن كانت عيونهم على قضية العرب الرئيسية، القضية الفلسطينية، والأمن القومي العربي.

وكعادة الكبار، تناست مصر، لأنها تدرك الفرق بين القضية الفلسطينية وأى فصيل سياسي فلسطيني، وتعرف جيدًا خطورة أن نختصر قضية الصراع العربي الإسرائيلي، فى «حماس» أو «فتح» أو أى سلطة حكـم هناك.

وقفت مصر موقفا صلبًا شريفًا - فى وقت عز فيه الشرف - ضد تصفية القضية الفلسطينية، ورفض الرئيس عبد الفتاح السيسي دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لزيارة الولايات المتحدة، وأعلن فى أكثر من مناسبة - بل كان يؤكد فى كل مناسبة - رفض مصر القاطع لتهجير أهالي غزة سواء إلى سيناء أو إلى أى مكان آخر، تحملت مصر تبعات الحرب الدائرة اقتصاديًا وسياسيًا، رفضت إدانة الهجوم فى 7 أكتوبر، ورفضت إدانة الهجمات الحوثية التي أضرت بالمرور في قناة السويس، وفوق هذا وذاك، تحملت «البذاءات» و«التشويه»، ولم تدخر جهدًا لفضح المخططات الإسرائيلية والوقوف ضد مخطط تصفية القضية الفلسطينية.

أدرك أن المؤامرة كبيرة، لكن ستبقى مصر عمود الخيمة العربية وحجر العثرة في وجه المحتل الصهيونى، وأى مؤامرة تستهدف الأمن القومي العربي، وستبقى القضية الفلسطينية قضية مصر الرئيسية، لن تفرط فيها كما لم تفرط فى دماء شهدائنا الذين راحوا فى طريق الدفاع عنها وعن القضايا العربية والمصرية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق