تشهد الزراعة العضوية في مصر نموًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، مدفوعة برغبة المستهلكين في تناول أطعمة صحية وخالية من الكيماويات وبرزت العديد من المبادرات والمزارع الصغيرة التي تعتمد على طرق زراعة طبيعية دون مبيدات، خاصة في محافظات الفيوم والجيزة والوادي الجديد وتلقى هذه المنتجات إقبالًا كبيرًا من سكان المدن الكبرى، كما تُعرض في أسواق متخصصة ومعارض دورية ،وتهدف هذه المشاريع إلى الحفاظ على التربة وتقليل التلوث، إلى جانب إنتاج غذاء آمن وصحي، ويؤكد أصحاب المزارع أن الطلب على المنتجات العضوية في ازدياد مستمر، خصوصًا من العائلات التي تهتم بصحة الأطفال.

انتشار الزراعة العضوية في مصر: نحو غذاء صحي وبيئة مستدامة

تشهد الزراعة العضوية في مصر طفرة متسارعة خلال السنوات الأخيرة، حيث أصبح الإقبال على المنتجات العضوية واضحًا في مختلف أنحاء البلاد، خاصة بين فئات المجتمع التي تبحث عن غذاء آمن وصحي، بعيدًا عن المبيدات والأسمدة الكيماوية وفي هذا التوجه المتزايد نحو نمط حياة صحي أسهم في تعزيز هذا النوع من الزراعة، الذي كان في السابق يقتصر على نطاق محدود، وأصبح اليوم يشكل جزءًا واعدًا من القطاع الزراعي المصري.

برزت العديد من المزارع العضوية الصغيرة والمتوسطة، خصوصًا في محافظات مثل الفيوم والجيزة والوادي الجديد، حيث تتوافر الظروف البيئية المناسبة، وتتوفر المساحات الزراعية البعيدة عن التلوث وتعتمد هذه المزارع على أساليب الزراعة التقليدية والطبيعية، مثل استخدام السماد العضوي، ودورات المحاصيل، ومكافحة الآفات بوسائل غير كيميائية، وهو ما يساهم في الحفاظ على خصوبة التربة وتقليل التلوث البيئي.

ويُعرض الإنتاج العضوي اليوم في أسواق متخصصة ومعارض دورية في القاهرة والإسكندرية وعدد من المدن الكبرى، كما بدأت بعض المتاجر الكبرى بتخصيص أقسام خاصة للمنتجات العضوية، تلبية للطلب المتزايد من المستهلكين ووفقاً لعدد من أصحاب هذه المزارع، فإن العائلات، خصوصاً التي لديها أطفال، تُعد من أبرز الفئات المهتمة بشراء الأغذية العضوية، لما توفره من فوائد صحية وقيم غذائية مرتفعة، فضلاً عن خلوها من المواد الحافظة والملونات الصناعية.

وقد ظهرت عدة مبادرات شبابية تهدف إلى التوعية بأهمية الزراعة العضوية، وترويج المنتجات المحلية عبر المنصات الرقمية، إضافة إلى دعم مشاريع صغيرة في هذا المجال وتقدم بعض المؤسسات التمويلية قروضًا وتسهيلات للمزارعين المهتمين بالتحول إلى الزراعة العضوية، ما يساعد على توسيع رقعة هذه الزراعة مستقبلاً.

التحديات والآفاق

ورغم النمو الإيجابي، تواجه الزراعة العضوية في مصر بعض التحديات مثل ارتفاع تكاليف الإنتاج مقارنة بالزراعة التقليدية، وصعوبة الحصول على الشهادات العضوية المعتمدة دوليًا، مما قد يحد من فرص التصدير في بعض الأحيان ومع ذلك، فإن زيادة الوعي الصحي، وتنامي السوق المحلية، والدعم الحكومي المتوقع، قد يجعل من الزراعة العضوية أحد المحاور المستقبلية للأمن الغذائي في مصر.

إن الانتشار المتزايد للزراعة العضوية في مصر يعكس تحولًا في الثقافة الاستهلاكية والزراعية، ويؤكد على أهمية التوجه نحو نظم إنتاج أكثر استدامة وصحة ومع تنامي الطلب المحلي والدولي، وظهور مبادرات مجتمعية مبتكرة، يبدو أن الزراعة العضوية ستلعب دورًا مهمًا في تحقيق التنمية الزراعية المستدامة، وتوفير غذاء آمن للأجيال القادمة.