نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
محمود درويش من قبره لـ«الإخوان»: كدِّسوا أوهامكم في حفرة مهجورة وانصرفوا.. من يبيع بلاده يبيع أولاده - بلس 48, اليوم الخميس 31 يوليو 2025 07:55 مساءً
ليس أبلغ ما يصف موقف أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية المتظاهرون ضد مصر أمام سفارتها في تل أبيب، أقوى من شعر الفلسطيني الراحل محمود درويش الذي تحدث فيه عن الخذلان والغدر، في إحدى قصائده «من يبيع بلاده يبيع أولاده، من يبيع ترابها لا يستحق هواءها»، وقصيدة أخرى «كدِّسوا أوهامكم في حفرة مهجورة وانصرفوا».

تلك الكلمات التي صاغها درويش لمهاجمة الاحتلال ومرارة ما فعله بالأرض والعرض، يبدو أنها تنصرف بشكل أو بآخر على موقف أعضاء جماعة الإخوان أمام السفارة المصرية في تل أبيب، ذلك لأن المشهد العبثي لا يخرج إلا من فصيل باعوا الأوطان بحفنة دولارات لتنفيذ أجندة مسمومة.
مواقف الإخوان التي توصف بالغدر والخيانة، عندما نظموا تظاهرة أمام سفارة مصر في تل أبيب، كانت تحت حماية الأمن الإسرائيلي، ومطالبتهم القاهرة بفتح معبر رفح من الجانب الفلسطيني والذي تسيطر عليه إسرائيل في الأساس.
الأكثر عبثية ولا يمكن وصفه إلا بسخرية أن الإخوان الذيين حشدوا صفوفهم أمام سفارة مصر، لم يتجرؤوا على الوقوف والتظاهر ضد مؤسسات تل أبيب والتي تمارس أبشع المجازر على مدى شهور تجاه الشعب الفلسطيني وتجويع أهله تحت مخطط التهجير واحتلال الأرض، بل وتجاهل حتى التلويح باسم أمريكا التي تقع سفارتها على بعد أمتار، والتي أمدت إسرائيل بالسلاح والعتاد لتنفيذ الضربات وإبادة الفلسطينيين.

الجريمة الأكبر من جريمة القتل التي يرتكبها الاحتلال، هي أن من يتزعم هذه التظاهرات شخصيتان إخوانيتان معروفتان؛ رائد صلاح ونائبه كمال الخطيب، اللذان التزما الصمت طوال 22 شهرا من العدوان الإسرائيلي على غزة، ولم ينطقا بكلمة واحدة تدين المحتل أو تحمّله مسؤولية المجازر التي طالت المدنيين، قبل أن يستفيقا فجأة لا للتنديد بإسرائيل بل للاعتصام أمام سفارة مصر.
الحقيقة المرة أن ما تقوم به هذه الحركة ليس سوى وجه جديد من وجوه التنسيق غير المعلن بين الإخوان وتل أبيب، ويدفعنا هذا إلى التشكيك في دوافع هذا النشاط المشبوه. والحقيقة لا يمكن وصف هذه التظاهرات إلا بأنها دعوة مشبوهة من جماعة مشبوهة. وإلا لماذا لم نرَ مظاهرة واحدة أمام مكتب نتنياهو أو وزارة الدفاع أو الكنيست مثلا، لماذا لم تُحاصر المؤسسات الصهيونية كما خرجت الدعوات ضد السفارات المصرية؟.
الواقعة تأخذنا إلى الدوافع مباشرة عندما سمحت تل أبيب للحركة الإسلامية المحظورة بالتظاهر في قلب العاصمة الإسرائيلية، بل وتوفير حماية أمنية لهم، وهو ما يؤكد العلاقة الخفية التي تربط التنظيم بقادة الاحتلال.
0 تعليق