غزة ومبادرة ويتكوف بين إنقاذ التهدئة والانقسامات الإسرائيلية - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
غزة ومبادرة ويتكوف بين إنقاذ التهدئة والانقسامات الإسرائيلية - بلس 48, اليوم الخميس 31 يوليو 2025 07:31 صباحاً

ولكن، هل تكفي الجهود الأميركية المتأخرة لتطويق حرب باتت تنذر بكسر كل الخطوط الحمراء داخل إسرائيل وخارجها؟

الحقيبة الأخيرة: ويتكوف يحمل "ورقة الإنقاذ"

وصل مبعوث البيت الأبيض للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إلى إسرائيل حاملاً ما وُصف بـ"محاولة اللحظة الأخيرة" لاحتواء تصاعد الحرب في غزة. مهمة ويتكوف، بحسب مصادر إعلامية إسرائيلية، تتضمن بحث الوضع الإنساني الكارثي في القطاع، وإمكانية القيام بزيارة مباشرة لمراكز الإغاثة التابعة لصندوق غزة الإنساني.

ووفق موقع "أكسيوس"، فإن الرئيس ترامب أبدى اهتمامًا شخصيًا بتطورات الأوضاع، معبرًا عن صدمته من مشاهد المجاعة في غزة، في نبرة نادرة تحمل توبيخًا ضمنيًا لحليفه نتنياهو، الذي وصف تقارير المجاعة بأنها "مفبركة".

الداخل الإسرائيلي يشتعل.. وحكومة نتنياهو على شفا الانهيار

في الداخل الإسرائيلي، لا تقل حرارة الأزمة. فالمشهد الداخلي مشحون بتظاهرات شبه يومية ضد استمرار الحرب، ومعارضة سياسية متزايدة تنهش جسد الحكومة.

زعيم المعارضة يائير لابيد، دعا صراحة إلى إقالة وزير التراث المتطرف عميحاي إلياهو، بعد دعوته الصادمة لإلقاء قنبلة نووية على غزة، في موقف أثار موجة إدانات داخلية ودولية.

الإعلام الإسرائيلي لم يتأخر في تسليط الضوء على صدامات حادة بين وزراء الحكومة ورئيس أركان الجيش، هيرتسي هاليفي، بشأن سيناريو إعادة احتلال شمال غزة. تحذيرات الجيش من استنزاف طويل الأمد اصطدمت بتصلب يميني يدفع نحو الحرب الشاملة.

تصريحات ترامب: "مجاعة حقيقية" ونفي لادعاءات نتنياهو

في تحول لافت، صرح الرئيس ترامب من اسكتلندا بأن ما يجري في غزة "مجاعة حقيقية"، واصفًا من لا يراها بأنه "قاسٍ أو مجنون".

هذا التوصيف الصادم جاء كرد فعل مباشر على نفي نتنياهو لتقارير الأزمة الغذائية، ما يكشف عن تصدع غير معلن في العلاقات الأميركية–الإسرائيلية رغم التحالف السياسي الظاهري.

 إلحنان ميلر: "الصفقة معلقة على موقف أميركا"

وصف الكاتب والباحث السياسي إلحنان ميلر، وفي حديثه إلى "التاسعة" على "سكاي نيوز عربية"، زيارة ويتكوف بأنها "فرصة اللحظة الأخيرة"، وسط استنزاف واضح لصبر الإدارة الأميركية.

وأوضح أن مواقف باريس ولندن الأخيرة تجاه الاعتراف بدولة فلسطينية قد تدفع بواشنطن إلى مراجعة موقعها، مشيرًا إلى أن إدارة ترامب قد تجد نفسها معزولة داخل الغرب إذا استمرت بالدعم المطلق لإسرائيل.

وأكد ميلر أن الغموض في خطاب إدارة ترامب حول غزة يمثل معضلة للمعارضة الإسرائيلية التي تجد نفسها بين مطرقة نتنياهو وسندان واشنطن.

شروط أميركية جديدة؟ الانسحاب من غزة وإعادة السلطة

بحسب ميلر، فإن هناك ملامح شروط أميركية واضحة تلوح في الأفق: أولًا، إنشاء آلية جديدة لتوزيع المساعدات دون المرور عبر حماس؛ وثانيًا، انسحاب حماس من الحكم وتسليم غزة إلى السلطة الفلسطينية.

غير أن ميلر يعتبر هذه الرؤية نظرية حتى الآن، إذ "لا بديل واقعي مطروح"، واصفًا النهج الإسرائيلي بـ"الحرب الأبدية" دون أفق سياسي، في وقت تنزف فيه غزة ويعاني فيه الأسرى الإسرائيليون داخل الأنفاق أوضاعًا مأساوية.

مأزق داخلي وخارجي.. والشارع الإسرائيلي يفضل صفقة تبادل

أحد أكثر ما يميز المرحلة الحالية، بحسب المحللين، هو إدراك الشارع الإسرائيلي أن استمرار الحرب يعني التضحية بالمختطفين. الاستطلاعات، وفق ميلر، تشير إلى تأييد شعبي واسع لإنهاء الحرب مقابل صفقة تبادل، وهو ما يعارضه الجناح اليميني المتشدد داخل حكومة نتنياهو.

يقول ميلر: "الأولوية الآن هي إنقاذ المختطفين حتى لو تطلب الأمر صفقة مؤلمة مع حماس"، مؤكدًا أن استمرار الحرب بات مكلفًا سياسيًا وعسكريًا واجتماعيًا.

هل ينقلب المزاج الإسرائيلي ضد نتنياهو؟

رغم التأييد الإسرائيلي الواسع سابقًا لخطة الحرب، فإن موجة الاعترافات الدولية بالدولة الفلسطينية تهدد بإعادة تشكيل المواقف. إعلان فرنسا، ثم احتمالات انضمام بريطانيا وأستراليا، قد تخلق تحولاً سياسيًا يدفع اليسار الإسرائيلي إلى المطالبة بدولة فلسطينية بشروط أمنية.

ويؤكد ميلر أن المسيرة السلمية التي فقدت الزخم منذ سنوات تحتاج إلى إعادة بناء الأمل، من خلال شراكة فلسطينية–إسرائيلية، ودعم دولي فعّال يتجاوز التصريحات الرمزية.

هل تُنقذ الصفقة التهدئة قبل الانفجار؟

بين تصدعات حكومة نتنياهو وتضارب رسائل إدارة ترامب، تتعثر جهود التهدئة في غزة وسط مأساة إنسانية متفاقمة وضغوط دولية غير مسبوقة.

زيارة ويتكوف قد تكون بالفعل الفرصة الأخيرة قبل الانهيار الكامل. فهل تنجح؟ أم أن دماء غزة ستواصل النزيف على وقع الانقسامات والرهانات السياسية؟

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق