أطلق برنامج الأغذية العالمي تحذيرًا شديد اللهجة من تفاقم المجاعة في قطاع غزة، مؤكدًا أن ما يشهده القطاع من معاناة إنسانية يذكّر بمشاهد المجاعات الكارثية التي ضربت إثيوبيا وبيافرا في نيجيريا خلال القرن العشرين، حيث مات الآلاف من الجوع في ظل غياب التدخل الفاعل.

وأوضح البرنامج في تقرير حديث أن جميع سكان غزة يعانون الآن من مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي، في وقت دخل فيه أكثر من 470 ألف شخص المرحلة الخامسة والأخطر من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهي المرحلة التي تُصنّف على أنها "كارثية". وأضاف أن نحو 71 ألف طفل وأكثر من 17 ألف أم يحتاجون إلى علاج عاجل من سوء التغذية الحاد.

وبحسب الإحصاءات، فقد توفي حتى نهاية يوليو 2025 ما لا يقل عن 147 شخصًا جراء الجوع وسوء التغذية، بينهم 88 طفلًا، في وقت تتزايد فيه الوفيات يوميًا بسبب استمرار الحصار، وصعوبة وصول المساعدات الغذائية والطبية إلى السكان المحاصرين.

وشدد البرنامج على أن الأزمة الحالية في غزة تتشابه إلى حد كبير مع المجاعات الجماعية التي شهدها العالم في فترات مظلمة، ليس فقط من حيث حجم المعاناة، بل أيضًا في السرعة الصادمة لتدهور الأوضاع، والاعتماد الكلي للمدنيين على مساعدات إنسانية غير منتظمة وغير كافية بفعل القيود المشددة والعمليات العسكرية المتواصلة.

وأشار التقرير إلى أن ثلث سكان غزة أصبحوا غير قادرين على الحصول على أي طعام لعدة أيام متتالية، وسط انهيار كامل في شبكات الدعم الغذائي، وتسجيل أعلى معدلات وفيات بين الأطفال في الشهر الأخير نتيجة الجوع.

وأكد البرنامج أن الانتظار لإعلان رسمي عن المجاعة لن يكون سوى تكرار لسيناريوهات قاتلة، كما حدث في إثيوبيا ونيجيريا، حين جاء التحرك الدولي بعد فوات الأوان. ودعا المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري والعاجل لتكثيف المساعدات وتسهيل دخولها إلى القطاع، محذرًا من أن الوقت ينفد، والمزيد من الأرواح في خطر.

للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك