أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن مصر لم ولن تمنع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مشيرًا إلى أن الموقف المصري كان واضحًا منذ بداية الأزمة، خاصة فيما يتعلق برفض تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، لما يمثله ذلك من خطر على مستقبل القضية الفلسطينية.

جاء ذلك خلال تصريحات للرئيس، تناول فيها تطورات الأوضاع في قطاع غزة، ودور مصر الإنساني والأخلاقي في التعامل مع الكارثة التي يشهدها القطاع منذ اندلاع العدوان.

 رفض واضح للتهجير.. حفاظًا على القضية الفلسطينية

قال الرئيس السيسي:"مهم جدًا إن الناس تبقى عارفة مواقفنا، لأننا كنا واضحين تمامًا من البداية.. رفضنا التهجير لأننا شايفين إن ده بيؤدي لتفريغ القضية من مضمونها، وبيهدد فكرة حل الدولتين بالكامل."

وأضاف أن التهجير القسري للفلسطينيين لا يُعد فقط جريمة إنسانية، بل يُشكل أيضًا تصفية سياسية ممنهجة للقضية الفلسطينية، وهو ما ترفضه مصر بشدة، وستظل تدافع عنه بكل السُبل السياسية والدبلوماسية.

 مصر لم تمنع المساعدات.. وجاهزون لإدخال مئات الشاحنات يوميًا

أوضح الرئيس السيسي أن مصر لا تعرقل على الإطلاق دخول المساعدات إلى غزة، بل إن الجانب المصري أنهى كل الاستعدادات لتسهيل دخول ما لا يقل عن 600 شاحنة يوميًا، وهو المعدل الطبيعي لتغطية احتياجات القطاع في الأوضاع العادية."الشاحنات محمّلة وجاهزة.. ماحدش يقدر يمنعها، لا ظروفنا تسمح بكده، ولا أخلاقنا تسمح، لكن لازم يكون فيه تنسيق، والطرف الآخر يكون فاتح المعابر علشان المساعدات تدخل."

وأشار إلى أن معبر رفح يعمل بشكل مستمر لعبور الأفراد، بجانب معبر كرم أبو سالم المُخصص لدخول البضائع والمساعدات، لافتًا إلى أن الجانب الفلسطيني من هذه المعابر يجب أن يكون مهيأ لتمرير المساعدات المتكدسة على الجانب المصري.

أكثر من 5 معابر تربط غزة بالعالم.. وليس معبر رفح فقط

لفت الرئيس السيسي إلى أن قطاع غزة يرتبط بأكثر من 5 معابر حدودية، منها معبران مع مصر (رفح وكرم أبو سالم)، والباقي مع الجانب الإسرائيلي، مؤكدًا أن مصر تؤدي دورها بالكامل، ولكن يجب أن تكون هناك مسؤولية مشتركة لتمكين المساعدات من الوصول للمتضررين."القضية مش معبر رفح بس.. فيه 5 معابر رئيسية مع غزة، وعلينا جميعًا أن نتحمل مسؤوليتنا الإنسانية."

 التنسيق لإدخال المساعدات ووقف إطلاق النار وتبادل الأسرى

أكد السيسي أن الجهود المصرية لا تقتصر فقط على دخول المساعدات، بل تشمل العمل على وقف إطلاق النار، والتوصل إلى هدنة، وتسهيل جهود تبادل الأسرى، بالتعاون مع الشركاء الدوليين والإقليميين.

"مصر بتشتغل على كل المسارات.. مساعدات، وهدنة، وتبادل أسرى، ومفاوضات سياسية علشان نرجّع الاستقرار."

في ختام كلمته، شدد الرئيس عبد الفتاح السيسي على أن مصر ستظل طرفًا شريفًا ونزيهًا في كل ما يخص القضية الفلسطينية، وستواصل دورها في نصرة الشعب الفلسطيني، انطلاقًا من مسؤوليتها القومية والأخلاقية.