في تحذير أممي شديد اللهجة، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، يوم الإثنين، أن استخدام الجوع كسلاح في الحروب بات ممارسة مروعة تهدد الاستقرار والسلام العالمي، مشيراً بشكل خاص إلى ما يجري في غزة والسودان. 
جاء ذلك خلال مداخلة عبر الفيديو في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالنظم الغذائية، الذي تستضيفه إثيوبيا، في وقت تتصاعد فيه الكارثتان الإنسانيتان في المنطقتين وتصلان إلى مستويات غير مسبوقة من المعاناة والموت البطيء.

جوتيريش: الجوع يُستخدم عمداً كسلاح حرب

قال جوتيريش بوضوح: "النزاعات تستمرّ في نشر الجوع في غزة والسودان وغيرهما، والجوع يغذّي انعدام الاستقرار ويقوّض السلام. يجب ألا نقبل بتاتا باستخدام الجوع كسلاح حرب".
وشدد على أن المجتمع الدولي مطالب بالتحرك فوراً لمنع تكرار سيناريوهات الموت الجماعي بسبب المجاعة التي تفتك بمدنيين عُزّل، في ظل غياب تام للضمانات الإنسانية.

كارثة غذائية في غزة: وفيات بالجملة وأطفال يموتون جوعاً

وفي تقرير صادم صدر الأحد، كشفت منظمة الصحة العالمية أن سوء التغذية في غزة بلغ مستويات مقلقة جداً، مع تسجيل أعلى عدد وفيات في يوليو الجاري.
ومن بين 74 حالة وفاة مرتبطة بسوء التغذية منذ بداية عام 2024، سُجلت 63 حالة وفاة في يوليو وحده، منها 24 طفلاً دون سن الخامسة وطفل فوق سن الخامسة و38 بالغاً.
وترى المنظمة أن تفشي المجاعة بهذا الشكل يرقى إلى جريمة حرب في حال ثبت تعمد منع إدخال المساعدات الغذائية والطبية.

الحصار الإسرائيلي يفاقم الأزمة: نقص حاد في المواد الأساسية

منذ بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر 2023، فرضت إسرائيل حصاراً مطبقاً على القطاع، اشتدّ في مارس 2024، قبل أن تخففه بشكل طفيف في أواخر مايو، ما أدى إلى انهيار تام في سلاسل الإمداد للغذاء والدواء والوقود.
وما يزال ملايين الفلسطينيين يعيشون تحت وطأة العطش والجوع، في ظل تدمير البنية التحتية الصحية وتوقف عمل المستشفيات والمخابز ومراكز الإغاثة.

السودان: صراع دموي ومجاعة تهدد الملايين

وفي موازاة ذلك، يعاني السودان من واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، وفق الأمم المتحدة، نتيجة الحرب المستعرة منذ أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وأدى هذا الصراع إلى مقتل عشرات الآلاف، وتشريد أكثر من 14 مليون شخص داخل البلاد وخارجها، وتفاقم النقص الحاد في الغذاء والدواء، خاصة في إقليم دارفور الذي يُعد الأكثر تضرراً من أعمال العنف والحصار.

دعوات عاجلة للتحرك الدولي

دعا جوتيريش وقادة وكالات الأمم المتحدة إلى تحرك دولي عاجل لمنع تفاقم الكوارث في كل من غزة والسودان، محذرين من أن ترك الأمور على حالها سيقود إلى إبادة جماعية بطيئة عبر التجويع.
وطالب بفتح ممرات إنسانية آمنة ومستقرة، وضمان عدم تسييس الغذاء والمساعدات، وتفعيل آليات المحاسبة الدولية تجاه من يستخدم سياسة التجويع كسلاح عسكري