احتفلت مؤسسة تنمية الغطاء النباتي الأهلية 'مروج' باليوم الدولي لصون النظام الإيكولوجي لغابات المانجروف، مسلطة الضوء على إنجازها النوعي بزراعة أكثر من 2.5 مليون شجرة مانجروف في مناطق متعددة من المملكة، شملت جازان ومكة المكرمة والمنطقة الشرقية، في إطار جهودها لتعزيز البيئة الساحلية ودعم استدامة النظم البيئية.

مشتل ضخم بطاقة إنتاجية سنوية عالية

تُدير 'مروج' أحد أكبر مشاتل المانجروف في المملكة بطاقة إنتاجية تبلغ 2.5 مليون شتلة سنويًا، محققة نسبة نجاح تتجاوز 90% في عمليات الزراعة، ما يجعل هذا المشتل مصدرًا رئيسيًا لرفد مشاريع التشجير الساحلية، واستعادة الموائل البيئية الطبيعية، وتعزيز التنوع الأحيائي، إلى جانب المساهمة الفاعلة في خفض الانبعاثات الكربونية.

ويأتي هذا الإنجاز ثمرة شراكات إستراتيجية قوية مع جهات من القطاع الخاص، بالإضافة إلى التعاون مع المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر، ما ساعد في تسريع جهود استعادة الموائل الطبيعية، والحد من الأثر البيئي لانبعاثات الكربون، تماشيًا مع التزامات المملكة البيئية.

المانجروف ودورها البيئي والاقتصادي

تُعد أشجار المانجروف عنصرًا أساسيًا في حماية السواحل من التآكل، كما تلعب دورًا فاعلًا في دعم الاقتصاد الأزرق من خلال تعزيز الثروة السمكية، وتفوق قدرتها على امتصاص الكربون تلك الخاصة بالأشجار البرية، مما يجعلها أداة استراتيجية في تحقيق مستهدفات مبادرة السعودية الخضراء.

وفي هذا السياق، أوضح المهندس طلال الشريف، المدير العام للمشاريع والشراكات في 'مروج'، أن زراعة المانجروف تمثل استثمارًا طويل الأمد في البيئة والمناخ والاقتصاد، مشيرًا إلى أن الشراكات المتعددة أسهمت في تحقيق نتائج ملموسة، تمثلت في تعزيز مرونة السواحل، وتنمية الحياة البحرية، وبناء مجتمع واعٍ بأهمية الحفاظ على الطبيعة.

التزام مستمر نحو الاستدامة البيئية

واختتمت 'مروج' بتجديد التزامها بمواصلة التوسع في زراعة المانجروف، وتعزيز جهود حماية السواحل والبيئة البحرية، وذلك كجزء من دورها المحوري في تنمية الغطاء النباتي، ومكافحة التصحر، وحماية التنوع البيئي، بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030 نحو مستقبل أكثر استدامة للأجيال القادمة.