حذّر رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان من تنامي خطر اندلاع حرب عالمية محتملة. كما بيّن مبدأ الحياد المجري، الذي يتألف من خمسة ركائز أساسية تهدف إلى إبعاد البلاد عن الصراعات المسلحة.

رئيس وزراء المجر: نحذر من خطر الحرب العالمية الثالثة

وألقى رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان خطابه السنوي يوم السبت في الدورة الرابعة والثلاثين من جامعة بالفانيوس، وطرح أوربان رؤية جيوسياسية أوسع، مقيّمًا الوضع الدولي الراهن، ومحددًا دور المجر فيه.

في مستهل كلمته، أشار أوربان إلى أن هذه ستكون آخر محاضرة له في ولايته الحالية، مضيفًا أنه ينوي العودة العام المقبل لإلقاء خطاب افتتاحي كرئيس للوزراء. وشدد على أن انتخابات 2026 ستكون منافسة مفتوحة، دون أي ضمانات لنتائجها. 

وأكد أوربان أن الحكومة الوطنية ستدافع دائمًا عن المجريين خارج حدود المجر، وحثّ الجاليات المجرية في الخارج على الدفاع عن نفسها. وفي معرض حديثه عن لقائه برئيس الوزراء الروماني، قال إنه تحدث مع وطني روماني جاد - شخص يفكر وفقًا لنفس "النظام القانوني" الذي نفكر به. ويرى أوربان أن هناك إمكانية لتحقيق نجاح مشترك بين رومانيا والمجر، شريطة أن تتمكن رومانيا من التغلب على صعوباتها الاقتصادية الحالية.

كما أعلن أوربان عن تشكيل "الدوائر المدنية الرقمية"، وهي مبادرة تهدف إلى تعزيز حضور المجتمع المحافظ في المجال الرقمي. وأكد أن المجتمع في عالم اليوم لا يعمل إلا بوجوده الرقمي. ويجب إنشاء خوارزمية وطنية، مؤكداً على ضرورة أن تكتسب المجتمعات اليمينية أرضيةً على الإنترنت، الذي يُمثل حاليًا منصةً للدعاية المعادية.

184 صراعاً مسلحاً حول العالم

وبالانتقال إلى الشؤون العالمية، أكد أوربان أن احتمال نشوب حرب عالمية لم ينتهِ بعد. ففي عام 2024، سُجِّل 184 صراعًا مسلحًا حول العالم؛ واشتدَّ سباق التسلح، وانقسم الاقتصاد العالمي بشكل متزايد إلى كتل، وتزايدت الهجرة - وكلها مؤشرات، من وجهة نظره، تُشير إلى خطر الحرب. 

في هذا السياق، يتمثل الهدف الاستراتيجي للمجر في البقاء بعيدًا عن الحرب. ولتحقيق ذلك، وضع أوربان خمسة ركائز أساسية وهي الحفاظ على علاقات جيدة مع مراكز القوة، تطوير قوة عسكرية دقيقة قادرة على الدفاع عن النفس؛ تطوير الذكاء الاصطناعي تحت السيطرة الوطنية، مواصلة تنمية الموارد البشرية، وخاصة في مجال التعليم العالي؛ لا ينبغي للمجر أن تعزل نفسها داخل كتلة واحدة، بل يجب عليها أن تسعى إلى الحفاظ على التوازن بين الشرق والغرب.