إيمانويل ماكرون

في موقف دبلوماسي يعكس التزامًا استراتيجيًا بقضايا العدالة والسلام في الشرق الأوسط، رحبت دولة الإمارات العربية المتحدة بإعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عزمه الاعتراف رسميًا بدولة فلسطين، معتبرة أن هذه الخطوة تمثل تحولًا ملموسًا في الإرادة الدولية لدعم حل الدولتين، الذي يُعد المسار الأكثر واقعية لتحقيق السلام العادل والدائم.

رؤية إماراتية لدور جماعي فاعل

وفي بيان صادر اليوم، عبّر سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، عن تقدير الإمارات للموقف الفرنسي، مؤكدًا أن العالم يقف اليوم أمام لحظة اختبار حقيقية تتطلب تجاوز البيانات الرمزية نحو أفعال سياسية مسؤولة، تعيد تفعيل المسار التفاوضي بين الفلسطينيين والإسرائيليين، استنادًا إلى المرجعيات الدولية ومبادئ العدالة.

وشدد سموه على أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية ليس مجرد موقف رمزي، بل خطوة سياسية تفتح الباب أمام تحريك الجمود الراهن في القضية الفلسطينية، وتُحمّل المجتمع الدولي مسؤولية مشتركة في الدفع نحو حل شامل ينهي عقودًا من النزاع.

تجديد الالتزام الثابت بدعم تطلعات الفلسطينيين

وجددت الإمارات في هذا السياق تأكيد التزامها التاريخي والثابت تجاه تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة، مشيرة إلى أنها ستواصل العمل مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية لتوفير البيئة السياسية الضرورية لإطلاق مفاوضات جادة، وفق قرارات الشرعية الدولية.

وأضاف البيان أن أمن المنطقة واستقرارها لا يمكن فصله عن العدالة للشعب الفلسطيني، وأن أي تسوية سياسية شاملة يجب أن تضمن صون حقوقه، بما في ذلك الحق في تقرير المصير والعيش الكريم ضمن حدود دولة معترف بها دوليًا.

رسالة سياسية إماراتية إلى المجتمع الدولي

ويأتي الموقف الإماراتي في وقت يتزايد فيه الزخم الدولي لصالح الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ليُعزز من الدور المحوري الذي تلعبه الإمارات في رسم ملامح مقاربة دولية جديدة تجاه القضية الفلسطينية، تقوم على الشراكة السياسية والعمل الدبلوماسي الممنهج.

ويعكس الترحيب الإماراتي بتوجه فرنسا رغبة واضحة في كسر حالة الجمود السياسي، وتأكيدًا على أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية يجب أن يُنظر إليه كجزء من حل شامل، وليس كإجراء معزول عن متطلبات المرحلة المقبلة من إعادة بناء الثقة واستئناف مفاوضات الحل النهائي.