نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
حين تصبح الفراولة سفيرًا للهدوء.. العمارية تفتح ذراعيها لسياحة تُزرع في القلب - بلس 48, اليوم الجمعة 25 يوليو 2025 07:04 مساءً

حين تصبح الفراولة سفيرًا للهدوء

في شمال غرب الرياض، حيث تبدأ الطبيعة بنسج حكايتها الهادئة بعيدًا عن ضجيج المدينة، تختبئ 'العمارية' كواحة استثنائية، تقدم للزائرين تجربة لا تُحكى فقط، بل تُعاش بكل الحواس. هناك، لا يُقاس الوقت بالساعات، بل بعدد الثمار التي تقطفها يداك وعدد المرات التي يلامس فيها قلبك عبير الفراولة الطازجة.
وجهة زراعية.. برؤية عصرية
لم تعد 'مزارع الفراولة' في العمارية مجرد مساحة خضراء أو حقول موسمية. بل تحولت، في السنوات الأخيرة، إلى نموذج متكامل للسياحة الزراعية المعاصرة، حيث تتلاقى المعرفة بالمتعة، ويتحوّل العمل الزراعي إلى تجربة تفاعلية تلامس الطفل في داخلك.
فكل زيارة تبدأ بجولة تعليمية وسط البيوت المحمية، ثم تتحول إلى مغامرة حسية، تقطف فيها الفراولة مباشرة من مصدرها، وتتعلم كيف تزرعها، وتلمس بأصابعك تفاصيل الدورة الزراعية من أول بذرة حتى نضوج الثمرة.
أنشطة تتجاوز حدود الزراعة
تجربة الزائر لا تتوقف عند حدود القطف؛ بل تمتد لتشمل ورش عمل في الزراعة العضوية، ودروسًا عملية في إعداد العصائر والمربى المصنوع من الفراولة المزروعة في الموقع. حتى جلسات الطهو تتحوّل هناك إلى عرض حي، تُحكى فيه قصص الأرض والثمار بمذاق محلي.
وفي استراحة قصيرة، يمكن للزائر أن يجلس على طاولة خشبية تطل على البساتين، يحتسي مشروبه البارد المصنوع من محصول اليوم، بينما تهمس الطبيعة من حوله بسكونها الأخضر.
بعيدًا عن النظرة الرومانسية للمكان، فإن 'العمارية' تُمثل وجهًا متطورًا للزراعة المستدامة. فالمزارع مزوّدة بأنظمة الزراعة المائية والبيوت المحمية الذكية، ما يضمن إنتاجًا عالي الجودة على مدار العام، مع مراعاة الجوانب البيئية وتقليل الهدر المائي.
هذه التقنيات لم تساهم فقط في رفع كفاءة المحاصيل، بل أضفت على التجربة بُعدًا تعليميًا يثير فضول الأطفال والكبار، ويعيد تشكيل علاقة الإنسان بالأرض بطريقة أكثر وعيًا وتقديرًا.
من الفراولة إلى الراحة النفسية
الزائر في العمارية لا يبحث فقط عن الفاكهة، بل عن استراحة ذهنية في حضن البساطة. فالمزارع جهّزت مناطق استجمام ومقاهٍ ريفية بطابع دافئ، تطل على خطوط الزراعة وكأنها لوحات مرسومة. هناك، تجلس لتشعر أن الزمن يتباطأ، وأن كل ما حولك يذكرك بأن الحياة أجمل حين تكون قريبة من الجذور.
بهدوءها المنسوج من ضوء الشمس وندى الفجر، تطرح العمارية نفسها ليس فقط كوجهة موسمية، بل كمساحة دائمة للتجديد الداخلي. إنها تجربة لا تعتمد على الازدحام أو الصخب، بل على التفاعل الصادق بين الإنسان والطبيعة، حيث يُمكن لرحلة قصيرة أن تخلّف أثرًا طويل المدى في الوجدان.
ولأنها تراعي كل التفاصيل، أوجدت المزارع حلولًا بيئية ذكية لتلطيف الأجواء صيفًا، ما يجعلها متاحة على مدار العام. إنها دعوة مفتوحة من الأرض لكل من يبحث عن نقاء، ولكل من يريد أن يتعلّم كيف تصبح الفراولة بداية لقصة أجمل.
اقرأ ايضا
0 تعليق