يظن كثيرون أن مرض الاضطرابات الهضمية أو "الداء البطني" يقتصر على مشاكل المعدة فقط، كالإسهال أو الانتفاخ، لكن الواقع الطبي يكشف عن صورة أكثر تعقيداً، إذ قد يظهر هذا المرض المناعي في أشكال مفاجئة وغير هضمية، ما يؤدي إلى تأخير تشخيصه وظهور مضاعفات طويلة الأمد.

فقد أظهر تقرير لموقع "تايمز أوف إنديا" أن هذا الاضطراب، الناتج عن رد فعل مناعي تجاه الجلوتين، لا يهاجم الأمعاء فقط، بل يؤثر أيضاً على الجلد، والعظام، والجهاز العصبي، وحتى الخصوبة. وتشير الدراسات إلى أن أعراضًا مثل فقر الدم، آلام المفاصل، وخدر الأطراف، قد تكون العلامات الأولى لداء السيلياك، دون أن يصاحبها أي إسهال أو انتفاخ.

ويعد التهاب الجلد الحلئي، والصداع المزمن، وضباب الدماغ، من أبرز الإشارات العصبية أو الجلدية، التي قد يغفلها المصابون. كما تُظهر النساء أعراضاً مرتبطة باضطرابات الإنجاب، كالعقم أو الإجهاض المتكرر، فيما يعاني البعض من اضطرابات مزاجية، مثل الاكتئاب والقلق غير المبرر.

وما يزيد الوضع خطورة، أن 70 إلى 80% من المصابين حول العالم لا يُشخّصون بشكل صحيح، لأن أعراضهم ليست "هضمية تقليدية"، مما يؤدي إلى تراكم الضرر في صمت. لكن الخبر الجيد هو أن اتباع نظام غذائي خالٍ تماماً من الجلوتين قد يُحسن بشكل جذري صحة المريض، ويعالج الكثير من الأعراض الغامضة.

لذلك، إن كنت تعاني من مشكلات صحية مزمنة غير مفسّرة – سواء كانت عصبية أو جلدية أو حتى إنجابية – فقد يكون الوقت قد حان لإجراء اختبار بسيط قد يُغير مجرى حياتك. التشخيص المبكر قد يكون مفتاح الوقاية من مضاعفات خطيرة وتغيير جذري في نمط الحياة نحو الأفضل.