نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مساعدات مصرية لغزة لا تنقطع.. قدر الجغرافيا وضمير التاريخ - بلس 48, اليوم الخميس 24 يوليو 2025 01:58 مساءً
وسط الرماد والدخان، وبين أنقاض البيوت المهدمة وصرخات الأطفال المنكوبين، لم تكن غزة وحدها. ففي كل مرة تئن فيها المدينة المحاصرة تحت نيران العدوان، كانت مصر هناك، تسابق الزمن وتشقّ الحدود، لتصل بالمساعدة والدواء والغذاء والرحمة إلى من يحتاج.
منذ اندلاع الكارثة الإنسانية الأخيرة في قطاع غزة، تصدرت القاهرة المشهد الإقليمي والدولي كقوة إنسانية لا تعرف التردد. لم تكن مصر مجرد دولة جوار، بل كانت صمام الأمان لشعب أعياه الحصار وفتك به العدوان. تحركت الدولة المصرية بكل أجهزتها، سياسية ودبلوماسية وإغاثية، لترسل رسالة واحدة لا لبس فيها: غزة في القلب.. والواجب لا يُؤجّل.
معبر رفح، ذلك الشريان الوحيد المفتوح للحياة، تحوّل بجهود مصر إلى ممر استثنائي للرحمة. سيارات الإسعاف المصرية لا تهدأ، وقوافل الإغاثة تسير كأنها تحمل دماء المصريين في عروقها. عشرات الطائرات المحملة بالمساعدات انطلقت من مطارات مصرية إلى العريش، حيث المركز اللوجستي الضخم الذي أنشأته الدولة المصرية على وجه السرعة لتخزين وتجهيز المساعدات قبل عبورها إلى القطاع.
هناك، في أرض سيناء، تسابق الأطباء المصريون الوقت لإنقاذ أرواح الجرحى الفلسطينيين. المستشفيات المصرية استعدت مبكرًا، وفتحت أبوابها أمام المصابين من غزة، وجرى إرسال فرق طبية كاملة إلى المناطق الحدودية لتقديم الدعم الفوري.
لم يقتصر دور مصر على الدعم اللوجستي والإغاثي، بل تحركت بكل قوتها على المستوى السياسي والدبلوماسي. كانت القاهرة صوت العقل في عالم تتقاذفه الأجندات، وصوت الضمير في صمت دولي مخجل. حملت مصر ملف غزة إلى مجلس الأمن، وجابت عواصم العالم حاملة همّ المدنيين الأبرياء، مطالبة بوقف فوري للعدوان وضمان تدفق المساعدات الإنسانية بلا عوائق.
الرسالة المصرية كانت واضحة وصارمة: الدم الفلسطيني ليس مباحًا، وغزة ليست وحيدة، ولا لمخطط التهجير.
لم تكن القوافل مصرية فقط. بل قادت القاهرة تحالفًا إنسانيًا فريدًا من نوعه، جمعت فيه جهود المنظمات العربية والدولية، ونسّقت بين مؤسسات الإغاثة والهيئات الأممية، لتأمين احتياجات غزة العاجلة من الأدوية والمواد الغذائية والمستلزمات الطبية.
ووسط كل هذا، حافظت مصر على خط تواصل مفتوح مع جميع الأطراف المعنية، مدفوعة بشعورها العميق بالمسؤولية القومية والإنسانية تجاه القضية الفلسطينية.
إن الدور المصري في غزة لا ينبع من واجب دبلوماسي أو تحرك تكتيكي، بل من إيمان راسخ بأن الأمن القومي المصري يبدأ من فلسطين، وأن الواجب الإنساني لا يعرف الحياد أمام الدم. لقد أثبتت القاهرة أن الضمير الحي لا يحتاج إلى مناشدات، وأن الدولة التي تحمل همّ أمتها قادرة على تحويل الألم إلى فعل، والكارثة إلى فرصة تضامن.
وإذا كانت غزة تصرخ من الوجع، فإن مصر تقول دائمًا: نحن هنا.
0 تعليق