تصاعدت التحذيرات الدولية من تدهور الأوضاع الإنسانية الكارثية في قطاع غزة، وسط استمرار الحصار الإسرائيلي والهجمات المتواصلة، التي خلفت آلاف الشهداء والجرحى، في وقت دعت فيه ألمانيا وفرنسا إلى تدخل عاجل ورفع جميع القيود المفروضة على إدخال المساعدات الإنسانية. 
وفي حين تستمر الأرقام الصادمة للضحايا في الارتفاع، تؤكد المؤسسات الطبية في غزة أن المجاعة وسوء التغذية يفتكان بالمدنيين، لا سيما الأطفال وكبار السن.

برلين: سياستنا تجاه إسرائيل قيد المراجعة

أكدت الحكومة الألمانية، اليوم، أن سياستها تجاه إسرائيل تخضع لـ"مراجعة مستمرة" استناداً إلى تطورات الأوضاع الميدانية في قطاع غزة، في تطور لافت يعكس تغيراً في الموقف الأوروبي من الدعم المطلق لتل أبيب.

وأوضحت برلين أن المستشار الألماني أولاف شولتس سيبحث خلال اجتماعه اليوم مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سبل التعامل مع الكارثة الإنسانية المتفاقمة في غزة، مؤكدة في الوقت نفسه على ضرورة إدخال مساعدات إنسانية شاملة بشكل فوري ودون عوائق.

باريس: إسرائيل تتحمل مسؤولية المأساة في غزة

من جهتها، قالت وزارة الخارجية الفرنسية إن الوضع في قطاع غزة هو نتيجة مباشرة للحصار الذي تفرضه إسرائيل منذ شهور، داعية إلى الرفع الفوري لجميع القيود المفروضة على إدخال المساعدات الإنسانية.

كما دعت باريس تل أبيب إلى الالتزام الكامل بالتدابير المؤقتة التي أصدرتها محكمة العدل الدولية، وشددت على إدانتها لإطلاق القوات الإسرائيلية النار على المدنيين الذين يحاولون الحصول على مساعدات غذائية. 
ووجهت كذلك دعوة إلى السماح للصحفيين الأجانب بالدخول إلى غزة لتوثيق ما يجري من "انتهاكات غير مسبوقة"، على حد وصفها.

كارثة إنسانية في مستشفيات غزة

قالت وزارة الصحة في غزة إن المستشفيات استقبلت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية 113 شهيداً و534 مصاباً، نتيجة استمرار الهجمات الإسرائيلية المكثفة.
وبحسب الإحصاءات الرسمية، ارتفع إجمالي عدد ضحايا العدوان منذ 7 أكتوبر 2023 إلى 59,219 شهيداً و143,045 مصاباً، في حين تشهد المستشفيات اكتظاظاً غير مسبوق، ونقصاً حاداً في الإمدادات الطبية والغذائية.

الأطباء يحذرون: المجاعة تفتك بالأطفال

وفي تصريحات صادمة، أكد مدير مجمع الشفاء الطبي أن القطاع يشهد وضعاً كارثياً بكل المقاييس، مشيراً إلى أن المستشفيات تعج بحالات سوء التغذية، وأن 84 طفلاً قضوا جراء الجوع ونقص التغذية.

أما مدير مستشفى الأطفال في مجمع ناصر الطبي، فقال إن الوضع تجاوز الكارثي، محذراً من أن المجاعة أصبحت تهدد حياة الجميع، من أطفال وشيوخ ونساء، وسط غياب شبه كامل للمساعدات الغذائية والطبية.

في ظل هذه المعطيات، تتزايد الضغوط الأوروبية على إسرائيل من أجل رفع الحصار فوراً، فيما يناشد الأطباء والمنظمات الإنسانية العالم التحرك لإنقاذ ما تبقى من أرواح في غزة. وبينما يستمر العدوان والحصار، يتكشف المزيد من ملامح مأساة إنسانية تُعَدُّ الأسوأ في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.