في وقت تتفاقم فيه الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، تتوالى الشهادات والتقارير الدولية التي تكشف عن انتهاكات خطيرة في مراكز توزيع المساعدات، وسط تحذيرات من استخدام التجويع كسلاح ضد أكثر من مليوني إنسان.
وقد أثار عنصر أمني أميركي سابق جدلاً واسعاً بتصريحاته حول ما شاهده من استخدام مفرط للقوة ضد المدنيين الفلسطينيين، فيما أكدت منظمات دولية أن سكان غزة يواجهون الموت جوعاً وعطشاً وانتشار الأوبئة.

عنصر أمن أميركي: ما يجري في مراكز المساعدات لا يُصدّق

في تصريحات نقلتها القناة 12 الإسرائيلية، كشف عنصر أمن أميركي سابق خدم في مراكز توزيع المساعدات في غزة عن سلوك صادم وغير إنساني من قبل حراس الأمن. وقال: "لم أر في حياتي العسكرية استخداماً للقوة كما رأيته في غزة، الموظفون عاملوا سكان القطاع بشكل سيئ، بل وعرّضوهم للخطر المباشر.

وأكد العنصر الأمني أن حراساً أميركيين أطلقوا النار على فلسطينيين خلال توزيع المساعدات، وهو ما دفعه لاتخاذ قرار بوقف العمل والانسحاب من المهمة، مضيفاً: "يجب وضع حد لما يجري في هذه المراكز فوراً".

أونروا: مليون طفل معرضون للموت جوعاً

مديرة المكتب الإعلامي لوكالة أونروا في غزة أطلقت تحذيراً شديد اللهجة، مؤكدة أن القطاع يواجه كارثة إنسانية مكتملة الأركان. وقالت: "مليون طفل في غزة معرضون لسوء تغذية حاد، و90% من العائلات لا تستطيع الحصول على مياه نظيفة. الأمر لم يعد مقتصراً على الأطفال، بل بات الجوع يهدد جميع السكان".

وأضافت أن الوضع يتفاقم بشكل سريع مع تفشي الأمراض والأوبئة في ظل غياب الماء والغذاء والرعاية الصحية، مطالبة بـفتح المعابر فوراً وإدخال الإمدادات الحيوية دون شروط أو قيود.

الحرية لغزة: نواجه الحصار وسنواصل الإبحار

هويدا عراف، الناشطة وعضو تحالف "أسطول الحرية"، وجهت رسالة تضامن من البحر المتوسط، مؤكدة أن: "الملايين يقفون خلف غزة، ولن نسمح باستمرار هذا الحصار غير القانوني، ما تقوم به إسرائيل هو انتهاك فج لكل القوانين الدولية، وسنواصل الإبحار لإيصال صوت الشعب الفلسطيني إلى العالم".

وانتقدت هويدا ما وصفته بـ"تخاذل الحكومات العالمية"، مؤكدة أن الشعوب فقط هي من تقف فعلياً إلى جانب غزة، وليس المسؤولون.

استهداف مباشر للصحفيين والمنشآت الصحية

المكتب الإعلامي الحكومي بغزة أعلن عن ارتفاع عدد الصحفيين الشهداء إلى 231، بعد استشهاد تامر الزعانين وولاء الجعبري، متهماً إسرائيل بارتكاب جريمة إبادة ممنهجة بدعم دولي.

كما أدان مستشفى العودة استهداف جيش الاحتلال لمدنيين أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات في محور نتساريم، ما أدى إلى استشهاد 4 فلسطينيين.

في السياق ذاته، كشفت منظمة الصحة العالمية عن تضرر مستودعها الرئيسي في دير البلح جراء هجوم إسرائيلي وصفته بـ"الممنهج"، ما يُعد تصعيداً خطيراً في استهداف المنشآت الإنسانية.

وزارة الصحة: المجاعة تحصد الأرواح يومياً

وفقاً لإحصاءات وزارة الصحة في غزة، فإن المجاعة وسوء التغذية أودت بحياة 10 أشخاص خلال 24 ساعة فقط، ليرتفع عدد الوفيات إلى 111 حالة، في ظل غياب أي تدخل دولي فعّال لإنقاذ الأرواح.

في ظل شهادات دولية مروّعة ووقائع متتالية من التجويع والاستهداف المتعمد، تزداد المطالب الدولية لإنهاء الحصار عن غزة ووقف الانتهاكات. ومع استمرار تجاهل المجتمع الدولي، يبقى سكان القطاع وحدهم في مواجهة الموت البطيء، وسط تدهور غير مسبوق في كافة مظاهر الحياة.